الخارجية الفلسطينية تتراجع عن موقفها الثابت الداعم لوحدة المغرب الترابية

قالت الخارجية الفلسطينية، بأن فلسطين "لا تتدخل في شؤون الدول العربية الشقيقة"، ذلك في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين في دورلة فلسطين، على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، على خلفته تصريحات سفيريها بكل من المغرب والجزائر بخصوص تطورات النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وجاء في ذات التصريح أنه "في ضوء ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من تصريحات نسبت إلى سفيري دولة فلسطين لدى كل من المملكة المغربية الشقيقة، ولدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، فإن دولة فلسطين تؤكد على موقفها التقليدي والثابت، بأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الشقيقة، وأن أية تصريحات بخلاف ذلك لا تمثلها".
وكان سعد الدين العثماني قد دافع على فلسطين، بخصوص موقفها من الصحراء المغربية، مشيرا أن سفارة دولة فلسطين بالرباط "أكدت الموقف الفلسطيني الثابت على وحدة وسلامة وأمن المغرب ودعم وحدة التراب المغربي، ردا على بيان تضمن مغالطات ولا علاقة له بأي جهة فلسطينية رسمية".
جاء ذلك في "تدوينة" لرئيس الحكومة على "فيسبوك"، أرفقها ببيان لسفارة دولة فلسطين، الذي أشار إلى أن البيان الصادر باسم "منظمة الشبيبة الفلسطينية" "تضمن مواقف مخالفة للموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية في منظمة التحرير والسلطة، والممثلة لموقف الشعب الفلسطيني".
وأضافت السفارة أن بيان المنظمة "لم يصدر عن أي جهة رسمية فلسطينية، وتضمن مغالطات لا تمثل الموقف الرسمي الفلسطيني"، مؤكدة أن الموقف الفلسطيني "يستقى من المرجعيات الرسمية الفلسطينية الممثلة في منظمة التحرير والسلطة الوطنية".
كما أكد البيان في الأخير على الموقف الفلسطيني الثابت على وحدة وسلامة وأمن المغرب، ودعم وحدة التراب المغربي ودعم جهود المغرب في هذا الشأن، وفق قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة.
وردّ السفير الفلسطيني بالجزائر، في تصريح لاحدى الجرائد الجزائرية، معلنا دعمه لمطالب الانفصاليين ومتبرئا من البيان الذي أصدرته سفارة فلسطين بالرباط والذي تدعم فيه عملية الجيش المغربي القاضية بتأمين معبر الكركرات.
وقال السفير الفلسطيني في الجزائر، أمين مقبول، إن موقف بلاده الرسمي حول نزاع الصحراء والتطورات الواقعة في معبر الكركرات تصدره وزارة الخارجية الفلسطينية فقط، وليس سفارة المغرب بفلسطين أو منظمات فلسطينية أخرى.
وأضاف السفير الفلسطيني، أن بيان سفارة فلسطين بالرباط لا يمثل السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن "فلسطين ترافع لصالح أن تحل القضية في إطار الأمم المتحدة من خلال تسريع إجراء استفتاء يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مصيره، باختيار حكم ذاتي أو الانضمام أو تأسيس جمهورية مستقلة".
للإشارة فقط، فهذا السفير كان قد أثار ردود فعل غاضبة من طرف المغربة، عقب نشره بداية العام الجاري صورا مع بعض المرتزقة بالجزائر..
وردت فلسطين، في فبراير 2020، عبر القنوات الدبلوماسية على محاولات الجزائر إقحامها في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وردود الفعل الغاضبة من المغاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لصورة انتشرت لسفير فلسطين في الجزائر يتسلم علم الجمهورية الوهمية.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، آنذاك من برام الله، على الدعم الفلسطيني الثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية وجهود المغرب في هذا الشأن وفق قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة.
وشدد المالكي خلال مباحثات أجراها مع السفير رئيس مكتب تمثيل المملكة المغربية برام الله محمد الحمزاوي، على الموقف الفلسطيني الثابت بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، مع التأكيد على وحدة وسلامة كل الدول العربية وأراضيها.
وأشاد وزير الخارجية الفلسطيني بعمق العلاقات الثنائية القائمة بين المغرب وفلسطين، وبالدور الريادي الذي تلعبه المملكة المغربية في حماية القدس والمقدسات من خلال ترؤس جلالة الملك للجنة القدس.
كما عبر عن شكره للمملكة المغربية على موقفها الثابت تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في إقامة دولته على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها .
إلا أن ما صدر اليوم عبر صفحة الخارجية الفلسطينية على موقع فيسبوك، يتناقض مع ما صرح به رياض المالكي، الذي أكد بما لا يدع مجالا للشك ب"الدعم الفلسطيني الثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية وجهود المغرب في هذا الشأن وفق قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة"، بخلاف ما صدر اليوم بان فلسطين "لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الشقيقة، وأن أية تصريحات بخلاف ذلك لا تمثلها"، فأين الدعم الثابت يا ترى لوحدة المغرب الترابية..