يصر كريم التازي، الممول الرئيسي لحركة 20 فبراير، أن يبرز إلى الوجود حتى ولو خالف كل المغاربة، الرجل الغني جدا، قال على صفحته في الفايسبوك إنه سيصوت للعدالة والتنمية، مع أنني أراهن أنه لا يتوفر على بطاقة الناخب، وكيف تكون لديه بطاقة وأغلب وقته متنقلا على يخته، يقضي الإجازات البحرية. يمكن القول إن الرجل ينطبق عليه إلى أبعد حد المثل القائل خدم التاعس من سعد الناعس، وهو من كبار المحظوظين في هذا البلد، فهو منذ ولادته وهو يعيش رغد العيش،حيث لم يعرف طعم الفقر، ولا الحاجة إلى المال لزيارة الطبيب فكيف إذا سيحس بألم الفقراء، فهو من أسرة تعيش في رغد العيش وفي الخير والخمير، في الوقت الذي كان المغاربة حديثو العهد بالاستقلال مبتهجون بالحرية متناسين ظروف الفقر.
كريم التازي، لم يدرس كباقي أبناء المغرب في مدراس الشعب، بل كانت تربيته فرنسية مائة في المائة، وختم دراسته في جامعة السوربون بباريس.
لم يكن هذا الشاب في حاجة إلى طرق باب الوظيفة، مادامت مقاولات العائلة التي نمت في ظل الغفلة في انتظاره، حيث تعتبر أسرة التازي من محتكري صناعة النسيج بالمغرب.
مسار الرجل كان دائما مفروشا بالورود حيث ترأس الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، ويتذكر أعضاء الجمعية حرصه على الأسفار على حساب المركز المغربي لإنعاش الصادرات، دون أن يقوم بأي جهد أو اتصالات مع الفاعلين الاقتصاديين بمختلف البلدان للترويج للمنتوج المغربي، بل كان همه السفر ، فهو لم يستطع تدبير مجرد قطاع بسيط فكيف له أن يتكلم عن مستقبل بلد بأكمله أليس في الأمر قلة حياء، واليوم يخرج علينا من مكتبه الزجاجي ليقول لنا إنه سيصوت للعدالة والتنمية ضدا في قناعات كثير من المغاربة، ويبدو والله أعلم أن الرجل يريد أن يضمن مقعدا في المغرب الجديد الذي توهم أن العدالة والتنمية ستحكمه.
كريم التازي ملياردير ثوري، بحكم أن له ثروة ضخمة ويقول إنه يساري كان يريد التصويت على الاشتراكي الموحد لكن هذا الأخير قرر مقاطعة الانتخابات في مجلسه الوطني الأخير.
لو كان كريم التازي ثوريا حقا لفعل مثلما فعل تشي غيفارا عندما تخلى عن الوزارة في حكومة رفيقه في الكفاح فيديل كاسترو وعاد لأدغال بوليفيا لقيادة الثورة.
وهناك نموذج آخر من مصر. إنه رفعت السعيد. هذا الشيخ الجليل يفرض عليك أن تنحني لتقبل هامته. شيوعي محنك يترأس اليوم حزب التجمع الوحدوي التقدمي المصري. السعيد إبن عائلة إقطاعية كبيرة في مصر بداية القرن الماضي. لما آمن بالشيوعية تخلى عن عائلته وذهب ليشتغل مياوما بالمقر المركزي لحدثو (حركة التحرر الوطني).
فهل سيتخلى الملياردير الثوري كريم التازي عن ثروته ليعمل حارسا على بوابة العدالة والتنمية أم أنه وافق شن طبقه كما يقول المثل العربي؟