إن إشكالية الحديث النبوى من أهم وأعقد الأمور فى الدين الإسلامى، والبحث فيها يتطلب جرأة مدعومة بالعلم والحجة والبينة نظرًا لحساسيتها. وقد تم انتقاء "صحيح الإمام البخارى" لمناقشة ومعالجة موضوع الحديث النبوى فيه، كونه أفضل وأصح كتب الحديث عند كثير من أئمة المسلمين، وزيادة فى الدقة والحرص فقد تم اعتماد الأحاديث التى اتفق عليها الشيخان بخارى ومسلم والتى يطلق عليها عبارة: المتفق عليه. وإذا كان ما فى "صحيح البخارى" محاطًا بالهالة والقدسية فإن إعمال العقل والتخلص من أوهام النقل هو ما تم السعى إليه فى هذا الكتاب الذى جاءت أبحاثه مبسطة مركزة مباشرة وبعيدة عن التعقيد والتكرار والاستطراد الذى اتصفت به معظم كتب التراث. أخيرًا فإن السلف قد رأى أن الأجر والثواب هو نصيب العاملين من الأئمة والسادة العلماء الأفاضل دوما-وإن أخطأوا-لكن الأجدر اعتماد قوله تعالى: {وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا* ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا} صدق الله العظيم. (الأحزاب (67-68)
كتاب " جناية البخاري" من بين المؤلفات الأكثر إثارة للنقاش ونظرا لكون العديد من القراء طلبوا منا نشر الكتاب حتى يطلع عليه الجميع خصوصا وأن هناك من هاجم محتواه بدون الإطلاع عليه، لذا فإننا نعمل على فسح مجال النقاش بنشر طياته للجميع.