ضربت جريدة الإتحاد الإشتراكي لسان حزب عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة وعمر بنجلون عرض الحائط كل المواثيق والأعراف المهنية، وضربت أكثر من ذلك تاريخا مجيدا خطه المناضلون بدمائهم الزكية، فلم تستوعب حقيقة التغييرات التي يعرفها المغرب، والتي تفرض مواكبة إعلامية مسؤولة ومتزنة، تعتمد على الخبر الصادق بدل اللجوء إلى ممارسة القرصنة الغبية عن مواقع عرفت بعداءها لكل ما هو مغربي، مادامت تعمل لفائدة عملاء أجانب. ففي عدد الخميس نشرت جريدة الشهيد عمر بنجلون خبر منقولا بحذافيره عن موقع مزبلة لكم يتعلق بحادث وهمي سعى القزم أنوزلا إلى أن يورط من خلاله ضابطا في الأمن اتهمه الموقع باقتراف حادثة سير ودهس رجلين بمدينة كرسيف، وهو حادث كشفت المعطيات الميدانية أنه عار من الصحة ومفبرك الهدف من وراءه تشويه سمعة الأجهزة الأمنية لغاية في نفس القزم ومن يوظفونه. ولم تبذل جريدة الإتحاد الإشتراكي جهدا في سبر أغوار الملف، وهي التي تتوفر على 40 سنة من العمل الصحفي، بل نقلت الخبر كما هو بشكل عكس الوضعية التي تعيشها جريدة الشعب التي تحولت إلى مجال للكذب والتشهير وتلفيق المقالات المفبركة، والقرصنة التي أصابت قراء الجريدة بالغثيان، ولم تكتف الجريدة بقرصنة الخبر، بل وعملت كما لو أن الأمر يتعلق بسبق صحفي بنشر صورة مسؤول أمني إمعانا في استغباء القارئ المغربي. لقد كنا ننتظر من جريدة الإتحاد الإشتراكي أن تمارس معارضة حقيقية تجسد وضعية الحزب، لكنها عوض ذلك تحولت إلى بوق تردد صوت القزم أنوزلا الذي لا مصداقية له، ومجرد تابع يبحث عما يطفي به عطشه إلى المحرمات والرذيلة، وهو ما يجعلنا نقرأ الفاتحة على روح جريدة قتلها أصدقاء عبد الرحيم بوعبيد بدم بارد.