أعطى الكاتب والصحافي الجزائري كمال داوود درسا للصحافة الجزائرية الكمأجورة التي لا تدخر جهدا ولا تترك أي مناسبة للهجوم على المغرب واستعداء الأشقاء ضده وضد مصالحه. وكتب كمال داوود، مقالا بصحيفة "لوكوتيديان وهران" ذكّر فيه كل من يهمه الأمر بالروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الجزائري والمغربي، مؤكداً أن العدو الحقيقي هو "الكوارث الطبيعية، والخضوع، وضعف السيادات، والعجز والفقر، والبعد عن الحقيقية التي تقتل ولا تنير"، وليس المغرب أو الجزائر.. وجاء مقال كمال داوود، الموسوم ب"نعم أنا نغربي"، بعد مشاركته إلى جانب الكاتبة المغربية ليلى السليميان، في ندوة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، الاسبوع المنصرم، حيث اعتبر أن قراءة المقالات العدوانية والتشهيرية بشكل يومي عن المغرب أصبحت عادة مؤسفة وخطيرة، مشيرا إلى أن هذا الأمر أنتج جيلاً يخلط بين خلاف سياسي وعدو إستراتيجي. وكتب داوود يقول: "نعم أنا مغربي، هل ذلك يعني أنا عميل للمخزن؟ مهرب؟ لا إنه مجرد تذكير بالرابط والتاريخ وزمن حرب التحرير، والدم والقرب"، مضيفا: "يجب أن نذكر بكل هذا من أجل مواجهة كل هذا العداء تجاه المغرب، نذكر بذلك فقط لأن هذا البلد ليس بلداً معادياً بل بلداً مسانداً". وأضاف الكاتب الجزائري: "أقول دائماً للشباب لا يجب أن نكرر أخطاء أجدادنا ونديم ضغائنهم"، معتبرا أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر منذ قرابة ثلاثين سنة عبارة عن مأساة وجراح وأمر سوريالي. وقال داوود إن جيلاً جديداً من المغاربة ولد لا يعرف شيئاً عن الجزائر، وهو ما ينطبق على الجزائريين، حيث إن "الأطفال أًصبحوا مستعدين للحرب والحقد ومستهدفون بالتضليل واليأس". إغلاق الحدود البرية، يقول داوود، أنتجت مأساة وجرحاً يحتاج إلى حل عبر غفران الأخطاء السياسية، وفي هذا الصدد يقول: "أنا أيضاً مغربي، وكتبت العنوان أعلاه لأني آمل أن أقرأ ردود فعل قاتمة وشبهات، وحين تعلو إلى السطح يمكن علاجها وقبولها من أجل تجاوزها". يشار ان الكاتب الجزائري كمال داوود شارك في لقاء بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، برواق فرنسا، تحدث خلاله حول مؤلفه الأخير المعنون ب"زابور أو المزامير"، الصادر نهاية السنة الماضية. وحاز الكاتب والصحافي الجزائري كمال داوود، الذي يكتب باللغة الفرنسية، على العديد من الجوائز؛ ضمنها جائزة "غونكور" عن روايته "ميرسو.. تحقيق مضاد"، التي استلهمها من رواية "الغريب" للكاتب الفرنسي ألبير كامو الحائز على جائزة نوبل للأدب.