ترامب: إسرائيل لن تفعل شيئا بالضفة    كوتوكو الغاني: سنقاتل أمام الوداد    ايت قمرة.. سيارة اجرة ترسل سائق دراجة نارية الى المستشفى    الدكتوراه تقترب من معاهد التمريض    الرباط ضمن أفضل خمس وجهات عالمية في 2026    تداولات بورصة البيضاء تنتهي حمراء    بلجيكا تدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تضع جهة الصحراء "في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية"    مجلس الحكومة يصادق على رفع التعويضات العائلية الشهرية إلى 100 درهم في القطاع الخاص    جامعة الكرة تقيم حفلا تكريميا على شرف المنتخب الوطني المغربي للشباب    ميسي يلعب في ميامي حتى 2028    الصحراء المغربية.. الأمين العام الأممي يجدد دعوته إلى الحوار بين المغرب والجزائر    طقس الخميس.. سحب كثيفة وكتل ضبابية بعدد من المناطق    رئاسة النيابة العامة تقدم "دليل معايير التكفل بالأطفال في وضعية هجرة" بشراكة مع "اليونيسيف"    القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء توضح ل"اليوم 24" أسباب تأخر مواعيد مقابلات الفائزين في قرعة أمريكا    وفاة الفنان محمد الرزين إثر معاناته مع المرض    وزارة الأوقاف تعمم على أئمة المساجد خطبة تحث على تربية الأولاد على المشاركة في الشأن العام    الفنان محمد الرزين في ذمة الله    "ميتا" تقرر إلغاء 600 وظيفة في قسم الذكاء الاصطناعي    تحت الرعاية الملكية السامية.. التزام مغربي متجدد لبناء فلاحة إفريقية صامدة ومبتكرة    جلالة الملك يبعث ببرقية تهنئة للأخ الكاتب الأول إدريس لشكر    جدد المغرب وبلجيكا، اليوم الخميس، التأكيد على إرادتهما المشتركة في تعميق شراكة استراتيجية ومهيكلة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل وتقارب وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الكبرى    الرباط تخصص لهم استقبالا شعبيا كبيرا .. أبطال العالم فخورون باستقبالهم في القصر الملكي ويعبرونه حافزا للفوز بألقاب أخرى    كرة القدم ..المغرب يستضيف بطولة " فيفا يُوحِّد: سلسلة السيدات" لعام 2025 يوم 26 أكتوبر الجاري (فيفا)    فقدان آخر للفن..رحيل الفنان محمد الرزين عن 79 عاماً    وللفوز أجنحة الفرح    زياش يوافق على حمل قميص الوداد    سائق "إسكوبار الصحراء": "مشغلي كان يملك سيارتين تحملان شارات البرلمان حصل عليهما من عند بعيوي والناصيري"    عاجل.. سكتة قلبية تنهي حياة أشهر "بارون المخدرات بدكالة" حمدون داخل سجن سيدي موسى بالجديدة...    بيلينغهام يمنح ريال مدريد فوزا صعبا على يوفنتوس في دوري الأبطال    الاتحاد الأوروبي يقر حزمة من العقوبات على روسيا تشمل حظرا على واردات الغاز    مذكرة توقيف دولية ثالثة يصدرها القضاء الفرنسي ضد بشار الأسد المنفي في روسيا    الحكومة تصادق على مرسوم يحدد شروط إنتاج الطاقة الكهربائية ذاتياً    الجمعية المغربية لحماية المال العام تتهم الحكومة بحماية "المفسدين" وتعلن تضامنها مع رئيسها الغلوسي    هنري يرشح المغرب للتتويج بالمونديال    شباب "جيل زد" يجددون احتجاجاتهم يومي السبت والأحد.. ومطلب الإفراج عن المعتقلين على رأس الأولويات    في مديح الإنسانية التقدمية، أو الخطاب ما بعد الاستعماري وفق مقاربة فلسفية ايتيقية    وجدة: حين يصبح الحبر مغاربياً    تنوع بصري وإنساني في اليوم السادس من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة    توأم تونسي يحصد لقب الدورة التاسعة من مبادرة "تحدي القراءة العربي"    تسارع ارتفاع أسعار النفط بعد العقوبات الأميركية على مجموعتي النفط الروسيتين    البنك الدولي: المغرب يفرض نفسه كقطب تجاري ومالي إقليمي بإفريقيا    المؤسسات والمقاولات العمومية: استثمارات متوقعة لعام 2026 تقارب 180 مليار درهم    مصادر أممية تتوقع تقليص ولاية بعثة "المينورسو" في الصحراء المغربية    سكان أكفاي يطالبون بمنتزه ترفيهي    العطلة المدرسية تعيد النقاش حول أهمية التوازن بين الراحة والمراجعة    التجويع يفرز عواقب وخيمة بقطاع غزة    عناصر الأمن الإيرلندي ترشق بالحجارة في دبلن    التعاونيات تبرز أصالة وجودة المنتوج المغربي بمعرض أبوظبي للأغذية    طب العيون ينبه إلى "تشخيص الحول"    نجاحات كرة القدم المغربية، ثمرة رؤية ملكية متبصرة (وسائل اعلام صينية)    أمير المؤمنين يطلع على نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة ويأذن بوضعها رهن إشارة العموم    الملك محمد السادس يأذن بنشر فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة    ندوة تبرز الاحتفاء القرآني بالرسول    علماء يصلون إلى حمض أميني مسبب للاكتئاب    أونسا: استعمال "مضافات الجبن" سليم    مواقع التواصل الاجتماعي تفسد أدمغة الأطفال وتضر بشكل خاص بذاكرتهم ومفرداتهم اللغوية    دراسة: مواقع التواصل الاجتماعي تفسد أدمغة الأطفال وتضر بشكل خاص بذاكرتهم ومفرداتهم اللغوية    العِبرة من مِحن خير أمة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"العنف الأسري" ضحاياه فتيات وأبطاله لا يفكرون إلا في رغباتهم

الإنسان بطبعه كائن اجتماعي ,لا يستطيع العيش بدون الأهل والأصدقاء , ولكن لكل منهم ظروفه الخاصة في اختيار الجليس أو الصديق المناسب ,عبر السنين الماضية ومن خلال قراءة الكتب والقصص ,فهمنا أنه خير جليس في الوحدة كتاب ,بالطبع لعله الأفضل ولكن بعد تعدد الفكر والثقافات لابد وأن أسأل أيهما كتاب ؟ وما هو مضمونه ؟ وما هي الأفكار التي يحملها ؟ وهل معلوماته تواكب الحياة العصرية ؟ أم الكاتب ينسج قصصا ليبحر بالقاريء في فضاء خياله الواسع ؟ ,يمكن لان الفترة السابقة لم تشهد عصر التطور التكنولوجي الحديث والمعاصر ,وتعدد وسائل الاتصال الحديثة التي فرضت علينا واقعا لا بد وأن نتواصل معه ,قد لا يقتصر الجليس فقط على كتاب في هذا العصر ولربما صديق سهلت علينا وسائل الاتصال الحديثة عملية التواصل معه .
بدائل الجليس تعددت مع المتغيرات التي طرأت على المجتمع من تطور علمي ,وثورة تكنولوجية هائلة, وتقدم كبير في شتى مناحي الحياة الاجتماعية ,فالبعض يختار التلفون المحمول بذاكرة متنوعة , وآخرين كمبيوتر مرتبط بانترنت ,وهؤلاء يبحثون عن صديق أو صديقة لعلهم يجدون فيه ما يعوضهم عما فقدوه في حياتهم الاجتماعية , ولعل الظروف المحيطة بنا كمجتمع فلسطيني يتميز بالطابع العشائري, ما زال يعيش في ظل الفروقات الاجتماعية والتمييز السائد بين المرأة والرجل أو الشاب والفتاة, وذلك ناتج عن المفاهيم الأساسية للتنشئة الخاطئة لكلا الجنسين ,(شبكة طنجة) تطرقت لهذه القضية النوعية وناقشتها من عدة جوانب ,عبر صفحات جريدتها ,ومع نخبة مختارة من عماد المجتمع ,وتساءلت عن مفهوم الجليس أو الصديق لديهم ؟ وعلى أي أسس يتم اختياره؟ وهل فعلا نستطيع أن نعتبره بديلا عن الأهل؟
العنف الأسري يدفع ثمنه الأبناء
عاشت سناء حياتها في ظروف اجتماعية صعبة ,فهي الابنة الوحيدة من والدتها التي توفيت قبل أن تضيء شمعتها الرابعة اثر مرض عضال ,ولم يمضي على وفاة والدتها شهرين حتى تزوج والدها من امرأة أذاقتها مرارة الحياة خصوصا بعدما أنجبت الطفل الأول "أخ سناء من والدها" ,ولم تهتم بها كثيرا , بل لم تلتفت إليها أبدا حتى في مناسبات الأعياد ,فكانت تذهب إلى السوق لتشتري الملابس لأولادها وتتركها في البيت ,وعند عودة زوجة الأب تكتفي سناء بالنظر لما اشترته زوجة الأب لإخوتها ,وتحبس دموعها خوفا من البكاء أمامها ,لأن البكاء في نظر زوجة الأب ممنوع وعندما تطلب سناء اللعب أو مشاهدة قناة تلفزيونية أو تطلب مصروفها أسوة بمن حولها من الأطفال تعتبرها ارتكبت جريمة ,"كل ذلك كان على مرأى ومسمع الأب الذي كان يلاطفها ببعض الكلمات وبوعود لن يفي بها بعيدا عن مسمع زوجة الأب" على حد قولها ,فهي لم تجد الراحة ولا الاطمئنان أو تلبية احتياجاتها إلا في بيت جدها وجدتها التي كان لها بمثابة الأم والأب ,رأفة بحالة اليتم التي تعيشها إلى أن توفيا.
استمر الوضع القائم على هذا الحال إلى أن بلغت أخطر المراحل في حياتها وعبر الاختلاط بزميلات الدراسة في المرحلة الثانوية تفتحت أعينها على أشياء حسية ومعنوية كانت تفتقدها في حياتها البيتية ,وتشعر بها من واقع الإحساس الطبيعي التي ينمو عند كل فتاة تعيش مرحلة المراهقة ,ومن خلال رحلة مدرسية تعرفت بشاب يعمل في مدينة ملاهي ,الذي بادرها بإعطائه رقم تلفونه الخاص ,وشجعتها على ذلك إحدى زميلاتها في الدراسة , برغم الخجل والخوف التي أحيطا بها في تلك اللحظة , لم تقتصر علاقتها بتلك الشاب على الصداقة فقط ولكنها وجدت فيه ما لم تجده في البيت , الأمر الذي زاد من تعلقها به في تلك الفترة وتكررت لقاءاتهما عدة مرات وفي أماكن مختلفة .
مرت الأيام وسناء يزداد تعلقها به إلى درجة الجنون , فهو بالنسبة لها أمها التي لم تذكرها ,والأب الحنون الذي عوضها عن ما فقدته من عطف في طفولتها ,وحبيبها التي عانقت روحها سماء عينيه , لتحملها أطياف المحبة إلى عالم الخيال ,حتى كانت تلك اللحظة التي استسلمت فيها سناء لعواطفها التي سبقت عقلها لتقع بين أحضانه لتستفيق على نفسها وهي في رهبة من أمرها في لحظة حسمت مستقبلها بعد أن فقدت براءتها.
الثقة يجب أن تبنى على أساس سليم
علاقة الشاب بالفتاة تبنى عليها أساسات عدة ,سلبية وايجابية للمجتمع وان تفوقت الايجابيات بكثير لان العلاقة السليمة تعتبر جزء من الترابط الاجتماعي وتساهم في بناء اجتماعي حضاري قوي , يتحمل أفراده المسؤولية المترتبة على ذلك للارتقاء بمستوى اجتماعي أفضل يقود إلى تطوير عملية بناء المجتمعات على أسس ومفاهيم سليمة كتبادل الأدوار الوظيفية بين الرجل والمرأة أو الشاب والفتاة في المجتمع حسب الخبرة والكفاءة , بعيدا عن استغلال نقاط الضعف والقضاء على الآخر بحجة قضية النوع .
مسألة اختيار الصديق تختلف من شخص لآخر كما أنها أيضا تختلف في الاعتقاد السائد بين الشاب والفتاة ,فالشاب غالبا ما يختار الصديقة بناءا على رغبة أو دافع جنسي وذلك يعود إلى تراكمات نفسية سلبية, على عكس الفتاة التي تبحث عن أشياء مفقودة تبحث عنها خارج البيت وتعتقد أنها موجودة بالشخص التي تقترن به بعلاقة هي في فكرها لا تتجاوز حدود الصداقة ,ولكن استسلام الفتاة لمشاعرها يوقعها أحيانا ضحية الثقة في الآخرين, على الرغم من ذلك لابد من أن يسود التفاهم كلا الجنسين لان المجتمع التنموي بحاجة إلى مفاهيم مبنية على الاحترام المتبادل للنوعين .
الثقة المفرطة في الآخرين هي غالبا ما تكون محلاً للاختيار الخطأ حتى ولو كانت بدوافع القهر الاجتماعي فما حدث مع نبال يجعلنا نفكر بعقلنا قبل أن نقرر في من نثق ,لأن العلاقة المبنية على الثقة وحدها تكفي لأن تبني عليها آمال كبيرة ,بعد أن تردد عدة مرات تجرأت نبال وهاتفتني معلنة بأنها ترغب في الحديث هذه المرة دون خوف بل على قناعة مطلقة ومن اجل الحفاظ على نوعية العلاقة بين النوعين بعيدا عن الشبهات أو موقف قد يتكرر بين شاب وفتاة يقودهما إلى ظلمات المجتمع في ظل سيطرة العادات والتقاليد البالية .
عادت نبال مع والديها إلى غزة في العام 96 ليلتحق والدها بعمله في الدوائر الحكومية للسلطة الوطنية الفلسطينية والتحقت هي بجامعة الأزهر بغزة كلية الآداب بعد أنهت مراحل تعليمها الأولى في رومانيا ,بغض النظر عن الاختلاف الشديد الذي طرأ على نمط حياتها من دولة لدولة إلا أنها حاولت أن تتكيف مع الوضع الراهن قدر المستطاع ,محاولة أن لا توازن بين حياتها الأولى في المجتمع الأوروبي وسط حرية مطلقة وحياتها الثانية في المجتمع العربي الفلسطيني بين تكبل القيود المجتمعية وسندان التحريم المنسوب إلى الدين ,والشرائع السماوية برئيه منه أصلا .
وفي حديث خاص (بشبكة طنجة) تقول نبال :"منذ قدومنا إلى غزة ونحن نتعرض لانتقادات حادة في مختلف حياتنا العامة وقد حاولنا قدر الإمكان تجاوزها والتكييف مع الحياة العادية هون بغزة ,ومن كثرة الضغوطات الاجتماعية التي تعرضت لها أنا وأخواتي لجأت إلى ابن خالتي الذي كان يبدي تفهما معنا من اللحظة الأولى لقدومنا إلى غزة فانجذبت إليه ومع مرور الأيام بدأت بيننا علاقة حب تطورت إلى ثقة متبادلة ,والذي دفعني إلى هذه الثقة هو أنني اختبرته بعد أن ألقيت بنفسي في حضنه محاولة إغرائه للتأكد من طبيعة شعوره نحوي " ,ففوجئت بردة فعله الرجولية الذي خيمت عليها بثقة عمياء جعلتها لم ترى رجلا قبله ولا بعده .
وأضافت "فما أن تم الارتباط رسميا بيني وبينه وتزوجنا حتى بدا يضيق ذرعا من تصرفاتي ومن لبسي وأصبح ينتقد كل تصرفاتي ,بل ودائما مزاجه عصبي وتصل الأمور أحيانا إلى حد الضرب المبرح ,والأمر الغريب أنه برغم الثقة التي كانت بيننا إلا أنه يشك في تصرفاتي حتى انه يمنعني من الخروج من البيت لوحدي ,وللأسف الشديد أخبرني في إحدى المرات أن تصرفاتي معه خلال فترة ما قبل الزواج والإفراط العاطفي التي منحته له كان سببا في كل المشاكل التي تعرضت لها .
مطلوب دورا أكثر فعالية لمؤسسات المجتمع المدني تجاه قضايا العنف
يشير الأستاذ نادر العبادلة أخصائي الخدمة الاجتماعية والتنمية المجتمعية من جامعة القدس المفتوحة إلى أن العلاقة المبنية على الأساس السليم هي دائما ما تكون الأفضل والفتاة العربية تتمتع بتربية خاصة من الأهل بغض النظر عن المجتمع التي تعيش فالتنشئة الأساسية في البيت تلعب الدور الأساسي في سلوك الفتاة بغض النظر عن بعض العادات التي تكتسبها من المجتمع المحيط من المؤكد أنها تساهم في رفع مستوى وعيها في الأمور الثقافية لذلك التفاهم الأسري وتبادل الثقة بين الزوجين خصوصا لو كانا شريكين في الاختيار يؤدي إلى حياة كريمة بعيدا عن العنف الأسري والتمييز السائد ويساهم في البناء الاجتماعي السليم للأسرة ,كما ينصح العبادلة بضرورة تمكين المرأة بدلا من استخدام القوة ضدها لأن التمكين يهدف إلى إيجاد الظروف التي تساعد الرجل والمرأة .
العنف الأسري سلوك مرفوض من المجتمع ,غالباً ما يؤدي إلى دمار البنية الأساسية للمجتمعات ,بهذه الكلمات عبر الطالب في جامعة الأزهر كلية الآداب خدمة اجتماعية سعيد حوراني رافضا تماما الدور المقيد لمؤسسات المجتمع المدني تجاه أفراد المجتمع ويتهمهم بالقصور في كافة جوانب التوعية الاجتماعية للسلوك الثقافي السائد حول العديد من القضايا الاجتماعية التي أصبحت تنحدر باتجاه الظواهر الاجتماعية ,معللا انتقاده للمؤسسات بأن المجتمع الفلسطيني يمتلك نسبة متعلمين ومثقفين عالية جدا ,وعدد لا بأس به من الطلبة والطالبات الجامعيين ينقصهم برامج التوعية والتوجيه والارشارد ,ويضيف لقد أمضيت ثلاث سنوات دراسية في الجامعة ولم يتم توجيهنا للتدريب في مؤسسات اجتماعية وبرغم تخصصنا في الخدمة الاجتماعية أيضا لم تتقدم أي من المؤسسات لتدريبنا على المفاهيم الاجتماعية التنموية والحديثة التي نتعرف عليها فقط من خلال الوسائل الإعلامية وبطريق الصدفة عندما نبحث عن معلومة معينة عبر الانترنت.
"المعاناة التي يواجهها أحمد في حياته مع زوجته وأولاده كانت نابعة من المشاكل الأسرية في البيئة التي عاش فيها فوالديه انفصلا وهو في سن الخامسة عشر بعد عدة مشاكل على حد قوله" بالإضافة إلى مشاكله مع زوجة الأب كل ذلك كان له الأثر الواضح الذي انعكس على حياته الزوجية وأطفاله بتصرفاته الغير لائقة أحيانا , ويواصل حديثه عن حياته الخاصة في البيت وسط زوجته وأبنائه مضيفا "إنهم يتحملونني كثيرا ,لا أعلم لماذا أي موقف صغير يثير غضبي وانفعالي الشديد ,ولكن الجميل في الأمر أنني أتدارك نفسي بسرعة معتذرا لزوجتي وأولادي عما صدر مني من تصرف غير سليم ,ولا أخشى الاعتذار أمام أطفالي بل إيمانا مني بأن هذه الطريقة قد تقودهم إلى الصواب في حياتهم المستقبلية وتمنحهم ثقة أكبر في النفس لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة والاعتذار سيد الموقف ولو أن كل شخص حاسب نفسه على أفعاله واعتذر عن الخطأ لما كان هناك عنف.
مسؤولية "العنف" يتحملها المجتمع بأكمله
رفضت الأخت والزميلة الإعلامية هداية شمعون مديرة مركز شؤون المرأة في غزة الاتهام الموجه لمؤسسات المجتمع المدني , واعتبرت أن المسؤولية عن تثقيف المجتمع ضد جميع أشكال العنف تبدأ من الأسرة ,التنشئة الاجتماعية ,الأصدقاء , المعارف ,المدرسة, الجامعة ,وسائل الإعلام ,مؤسسات المجتمع المدني ,لأن تلك المشاكل التي تنتج عن العنف الأسري أمام الأطفال تكون نتيجة عدم وعي الأسرة بأن مشاهدة الطفل للعنف قد يتحول إلى ثقافة ترسخ مباشرة في عقله وتؤثر عليه في حياته المستقبلية خصوصا أنه سيصبح أب في يوم من الأيام .
وردا على سؤالي لها حول نشر الوعي والمفاهيم الاجتماعية التنموية بين طلبة وطالبات الجامعات في غزة الذين يشكلون حوالي ما يقارب 20% من المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة, والتي سيكون لهم تأثير مباشر على الحياة العامة في المجتمع الفلسطيني ,أجابت شمعون "أن هناك جهود مكثفة بين مؤسسات المجتمع المدني وطلبة وطالبات الجامعات ,بالإضافة إلى أن المركز يقوم بعمل دورات متتالية لطلبة وطالبات الجامعات ,يقوم من خلالها المركز بتدريبهم حول التعامل مع قضايا النوع والجندر والقيادة ,وأشارت إلى أن القصور يشمل المجتمع بأكمله بداية من الأسرة وحتى الجامعة وتطرقت إلى قضية الأزمة الإعلامية التي تعيشها غزة وعزلها عن العالم الخارجي بمنع دخول الصحف أو طباعتها في غزة الأمر الذي يشكل عائقا كبيرا أمام المؤسسات في نشر برامجها التوعوية والإعلان عنها , لأن التوعية والإرشاد والتثقيف ليس مقتصرا على مؤسسات المجتمع المدني فقط وإنما هو أسلوب حياة .
لا نستطيع أن ننكر اليوم تقدم المرأة في العديد من مجالات العلوم الإنسانية بالإضافة إلى تقدمها المراكز القيادية الحساسة بالإضافة إلى مواقع صنع القرار وصولا إلى درجة وزيرة , إضافة إلى تفهم المراكز الريفية الدور الوظيفي الاجتماعي في عمل المرأة القيادي والتي كان نتيجته تولي انتصار غريب رئيس بلدية ترقوميا ,والأهم من ذلك أن طاقم شؤون المرأة احتفل قبل فترة وجيزة بخمس وزيرات تفوقوا في أماكنهم ووزاراتهم بشهادة المجتمع .كان هذا المثال دليلا واضحا على قدرات المرأة في العمل القيادي بحكم الخبرة والكفاءة التي تتمتع بها والتي سبق وأن اكتسبتها عبر سنين طويلة جعلت منها امرأة تنافس الرجل في كل المواقع الوظيفية والإدارية والقيادية ,وانه ليس هناك وظيفة مقتصرة على الرجل أو المرأة فقط وإنما الأمر متعلق بالخبرة والدور الوظيفي الاجتماعيٍ.
علم النفس الاجتماعي يحمل المسؤولية لأنظمة المجتمع
وتناول القضية ا.د أسامة حمدونة أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة الأزهر –غزة- من وجهة نظر اجتماعية علمية بالإضافة إلى تحليل مكونات المجتمع التي لها علاقة بالقضية ,حيث عرف مكونات علم الاجتماع الإنساني من مجموعة من النظم ,هي النظام السياسي والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي بفروعه مثل نظام الأسرة , واستطرد حديثه مستغربا الخلل الذي يطرأ على العلاقة ,وخاصة النظم الكبيرة , يؤثر على باقي النظم الفرعية لهذا المجتمع ,مضيفا نحن كمجتمع فلسطيني نعاني من خلل واضح في النظام السياسي كنظام اجتماعي في المجتمع الفلسطيني وبالتالي أثر سلبا على باقي النظم الفرعية الاجتماعية في المجتمع .
ونوه إلى أن الأسرة تعتبر نظام فرعي اجتماعي ,بمعنى أن الأسرة أصبحت في المجتمع الفلسطيني لحد ما تعاني من الاضطرابات نتيجة الخلخلة الموجودة في النظام السياسي والنظام الاقتصادي ,مشيرا إلى حالات الاضطراب في العلاقات الأسرية أي بمعنى ابتعاد الأم عن ابنتها أو الأب عن الابن لدرجة معينة ,فبالتالي لا تجد الفتاة من يسمعها أو يصغى إليها نتيجة اضطراب واضح في العلاقات الأسرية ناجم عن عدة عوامل أكبر منه مثل اضطراب النظام السياسي والنظام الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني ,ذلك الخلل أو الاضطراب يقود الفتاة إلى أطراف أخرى يستمعون لها مثل الصديق أو الصديقة أو شخص تلتقي به دون أن تتأكد من أساسيات العلاقة.
وأشار إلى أن هذه العلاقات غالبا ما تكون سرية بعيدة عن علم الأهل لان العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني لا تسمح بأن تكون العلاقة بين الشاب والفتاة معلنة أمام الجميع إلا في الإطار الديني الشرعي "الزواج" وأضاف حمدونة أن هناك ثقافات فرعية في المجتمع الفلسطيني تتبع النظام الارستقراطي تؤمن بالمفاهيم المشتركة بين الشاب والفتاة خصوصا في سن المراهقة مع توضيح ووعي كامل من قبل الأهل لحدود العلاقة الاجتماعية .
http://eyadpress.blogspot.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.