تعيش ساكنة دوار أيت طالب إحيا بعمالة تيزنيت على وقع كارثة بيئية وصحية خطيرة، بعد تلوث مياه مجموعة من الآبار ببكتيريا السالمونيلا (Salmonella)، نتيجة إقدام صاحب ضيعات للدواجن على التخلص من أطنان من الدجاج النافق داخل أحد الآبار ثم ردمه بالتراب، في غياب أي معالجة علمية أو احترام للمعايير البيئية والقانونية…وحسب مصادر محلية، فقد تدخلت السلطات بكل من تيزنيت وسيدي إفني بمعية لجنة مختصة لاستخراج الدجاج النافق من داخل البئر، غير أنها انسحبت تاركة الأشغال دون استكمالها ودن معالجة ، وهو ما جعل البئر يستمر في بث روائح كريهة، ويشكل بؤرة مفتوحة للتلوث، في وقت تؤكد الساكنة أن الخطر ما يزال قائماً ويتمدد..ورغم الشكايات العديدة الموجهة إلى السلطات المحلية، لم يُسجل أي تدخل فعلي لمعالجة المشكل، بينما تواصل ضيعة الدواجن المعنية نشاطها بشكل عادي دون احترام للقوانين، في ظل غياب الرقابة. كما تؤكد مصادر من المنطقة أن الشكايات المرفوعة إلى القضاء لم تفضِ إلى أي نتيجة، وسط اتهامات لصاحب الضيعة بممارسة ضغوط على السلطات والقضاء لطمس الملف…تُعد بكتيريا السالمونيلا من أخطر مسببات التسمم الغذائي والمائي، إذ تنتقل عبر استهلاك المياه أو الأطعمة الملوثة. وتتمثل أعراضها في الإسهال الحاد، آلام المعدة، الحمى، التقيؤ، والجفاف، وهي أعراض تتفاقم بشكل خطير لدى الأطفال، النساء الحوامل وكبار السن. وفي حال غياب علاج سريع وتعويض السوائل المفقودة، قد تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة. إن استمرار تلوث مياه الآبار في الدوار يُمثل قنبلة صحية موقوتة قد تتحول إلى بؤرة وبائية، خاصة وأن حالات إصابة سجلت بالفعل وسط الأطفال وكبار السن نتيجة استهلاك المياه الملوثة..إحدى الأسر المتضررة لوّحت بالتصعيد عبر اعتصامات واحتجاجات أمام عمالة تيزنيت وسيدي إفني، وكذا أمام محكمة إفني، للمطالبة بإنصافها وتعويضها عن الأضرار الصحية والبيئية والاقتصادية التي لحقت بها…الساكنة بدورها تجدد نداءها بتدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر تنقية البئر الملوث ومعالجة التلوث المنتشر، محذّرة من أن استمرار الوضع الحالي قد يحوّل المنطقة إلى كارثة صحية وبيئية يصعب احتواؤها.