يوم اضطر علي لمرابط رد التحية بمثلها وهو في قلب الكيان الصهيوني واضطر أن يقول لمرافقه العربي الإسرائيلي بوكرطوف، لم يرد التحية المغربية بمثلها، لأن المغرب ظل وفيا لاختياراته تجاه القضية الفلسطينية وأساسا تجاه القدس الشريف، ويوم كان المغاربة يخرجون بالملايين للتضامن مع الشعب الفلسطيني كان علي لمرابط يحاور بنيامين ناتانياهو، وبينما كان مرفوضا داخل المغرب التطبيع كانت صورة المجرم الصهيوني تزين صدر غلاف مجلة لوجورنال التي أجرى لمرابط لحسابها الحوار المذكور. ونحن بدورنا نقول لعلي لمرابط بوكرطوف لأن تحية السلام أو صباح الخير تحمل ثقافة مغربية مشبعة بالوفاء في حين إن من شيمته الغدر والخيانة لن يكون مغربيا، وهو الذي عبر في وقت وحين عن استعداده لبيع المغرب مقابل أي ثمن حتى لو كان هذا الثمن تحقيق نزوة عابرة. من إسرائيل إلى تندوف رحلة ممزوجة بالرغبة الشخصية في الانتقام من المغرب لذا كانت المسارعة إلى لقاء القتلة، وليس في شيء أن يقول علي لمرابط إن هذا يدخل في سياق العمل الصحافي، فهل من العمل الصحافي أن تحاور نينجا أو الخنفوري من عتاة المجرمين في المغرب؟ من الصحافة في شيء أن تفتح منبرك الإعلامي لمن قتل لنا أشقاء وأبناء في حرب الصحراء المفروضة؟ لكن ليس غريبا أن يفعل ذلك رجل غريب الأطوار. رجل تحول من موظف بالديبلوماسية المغربية إلى الصحافة، وما بينهما كانت أفعال تستحق العقاب. الرجل مطرود من سفارة المغرب بالأرجنتين بعدما ارتكب أخطاء فادحة، وما زال الرجل الذي استنقذه من البؤس وأدخله عالم الصحافة يتأسف على هذه الجريمة التي ارتكبها في حق المغرب والمغاربة. وقد اكتشف علي لمرابط الصحافة كمن يكتشف عالما سحريا لكنه لم يستطع الإمساك بقبسها فلم يبق أمامه سوى أن يلعن الجميع، اكتشف علي لمرابط صحافة السب والقذف ولم يعرف أنه وسط حرية الصحافة هناك قانون للصحافة، فبالقدر الذي يحمي القانون الصحافي من شطط السلطة يحمي المواطن أيضا مهما كان موقعه من شطط الصحافي وهذا ما لم يفهمه علي لمرابط، الذي حسبها عوجا وأخذ ينشر الأخبار التي تروج في المقاهي والمواخير. وفي كل هذا المسار الملتوي تبقى علاقة علي لمرابط بالإسبان موضوع سؤال أو أسئلة، ففي الوقت الذي كان يعبر عن وجهة نظر بعض التيارات الإسبانية من قضية الصحراء كانت الناس تنظر بعين شزراء لصحافة الغد الذي أصبح ماضيا. لكن هذه الحيرة ستنتهي مباشرة بعد توقيف علي لمرابط من الكتابة في المغرب، حيث لم يجد محضنا سوى في الصحافة الإسبانية المعادية للمغرب، ويبقى سؤال آخر هو من مول رحلته إلى تندوف ولحساب من كانت وما هي المعلومات التي تناقلها بين طرفي الرحلة؟ واليوم بعد أن وجد في العالم الافتراضي متسعا للسب والشتم شرع في التزوير وتقديم بعض المنجمين والعرافين في الدول الغربية على أنهم باحثون متخصصون في الشؤون الشمال إفريقية لينقل على لسانهم كلاما لا يقوله إلا هو والزمرة التي تدور في فلكه.