بقلوب يعتصرها الألم والأسى، تلقينا نبأ رحيل قامة شامخة من قامات العمل الجمعوي والسياسي بمدينة أكادير والجهة والوطن، الأستاذ والمناضل الحق، السياسي الاستقلالي العتيد، والخريج الوفي لمدرسة النضال الملتزم، المغفور له بإذن الله تعالى، محمد الصفا ابن أكادير. لقد فجع الوسط التربوي والجمعوي والسياسي برحيل هذا الهرم الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة قضايا الوطن والمواطنين، تاركاً بصمة لا تُمحى في العمل التربوي الموجه للطفل والشباب. عرفناه ملتزماً، صادقاً، ومخلصاً في عمله كمربّ فاضل بأكادير، ظحيث قضى سنوات عديدة في خدمة العملية التعليمية والتكوينية، غرس خلالها قيم الوطنية الصادقة وحب العمل الجاد في نفوس الأجيال. لقد كان الفقيد أيقونة حقيقية للعمل الجمعوي الجاد والمثمر، وشاهداً على عصره في دار الشباب، حيث لا يزال صداه يتردد في أرجاء الوطن، من مخيم تاغزوت الساحر، مروراً بمخيم بير الوطن ببني ملال، وصولاً إلى مخيمات الأطلس الشامخة كخزوزة ورأس الماء وبن صميم، وصولاً إلى طماريس الحوزية والهرهورة. كل هذه البقاع تشهد على حيويته ونشاطه الدؤوب، وعلى بصمته الواضحة في تنشئة الشباب وتربيتهم على القيم النبيلة. إن رحيل محمد الصفا خسارة فادحة للمدينة والجهة والوطن، وفقدان لرجل قل نظيره في الإخلاص والتفاني ونكران الذات. لقد كان رمزاً للعطاء بلا حدود، ونموذجاً يُحتذى به في العمل الجمعوي والسياسي النزيه. وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة، وإلى كافة رفاق دربه في العمل الجمعوي والسياسي، وإلى كل من عرفه وقدّر خصالَهُ الحميدة. إنا لله وإنا إليه راجعون. رحم الله فقيدنا الغالي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.