“وا عتقو السيدة رها كتولد.. فينكم آلفرامليا؟! فينكم آلطبا؟!”، هكذاستغاثت مواطنة كانت في زيارة قريبتها يوم الاحد الماضي بقسم الولادة التابع للمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بسطات. استغاثة لم تلق آذانا صاغية من المسؤولين عن هذا القسم، لكنها وجدت استجابة بطولية من سيدات كن حاضرات حينها لعيادة قريباتهن النزيلات بالمستشفى. تكلفت بعضهن بتوليد النزيلة التي كانت في حالة يرثى لها، أو كما قالت إحداهن للاحداث المغربية “السيدة كانت غادا تموت بين يدينا.. غير الله جاء من جيهتها”. كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة بعد الزوال، حين امتلأ قسم الولادة التابع للمركز الاستشفائي الجهوي بسطات عن آخره، لتزامن ذلك مع موعد الزيارة. فجأة سمع صياح وصراخ. خرجت امرأة من إحدى القاعات تهرول في اتجاه البهو، محاولة العثور على ممرض أو طبيب لإنقاذ سيدة تركت لوحدها تصارع أوجاع المخاض. صراخ السيدة أربك حسابات النساء الزائرات. اتجهن إلى القاعة التي كانت بها المراة الحامل، فوجدنها في حالة مزرية. الدم ينزف منها، ومباشرة أغمي عليها، بينما حملت إحدى النساء مولودها. عمت الفوضى والجلبة المكان، وتجمّع المواطنون وهم في حالة غضب عارم. تجمعوا بالبهو ونظموا وقفة احتجاجية للتنديد باللامبالاة، وبهذا السلوك غير الإنساني، وحملوا مسؤولية ماحصل لإدارة المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بسطات، وللقائمين على قسم الولادة الموجود بنفس المركز. “إلا كان هذا الصبيطار ديال المخزن خاصنا نعرفوه.. والا كان ديال شي ناس خراين.. الله اعلم”، جملة قالتها إحدى السيدات بأعلى صوتها، قبل أن تتدخل امرأة شابة متسائلة “فينكم آلصحافة؟! فينكم آلمسؤولين آجيو شوفوا هذا المنكر”. وقفة احتجاجية استمرت لأزيد من ساعة، وجد فيها المواطنون متنفسا للتعبير عما أسموه «الحكرة والتمييز» اللذين يطبقان داخل هذا القسم، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الرشوة واللامبالاة وانعدام المواطنة. “انا جيت اسيدي لهذا الصبيطار، وعطيت لواحد لفرملية 100 درهم عاد نعسوني هنا”، تقول إحدى النزيلات، ثم تضيف “ملي جات فرملية اخرى دارت لي لبرا ب100درهم»، ثم ختمت كلامها بنبرة الشكوى والاحتجاج “أنا فقيرة ما عنديش غير تسلفت هاذ لفلوس باش نبقى حية أو ما نموتش”. تصريح تلتقي فيه أغلب النزيلات وهن يتحدثن إلى “الاحداث المغربية التي كانت حاضرة هناك هناك، حيث تم الوقوف على آثار دم السيدة الحامل التي وضعت مولودها في ظروف أقل مايقال عنها إنها لا إنسانية. اهتزت معنويات السيدات الحوامل اللواتي ينتظرن الوضع بهذا القسم، وأصبن بالهلع والخوف لما سمعوه وما رأوه بأم أعينهن. حاولت الجريدة الاتصال بالمسؤول عن قسم الولادة لمعرفة أسباب هذه الاختلالات التي جاءت على لسان المرضى والمواطنين، لكن بدون جدوى . ممرضة وحيدة لم ترد الكشف عن اسمها، أشارت إلى أن الامر يتعلق بسوء التدبير حين صرحت قائلة “اليوم هو الاحد.. الممرضة المكلفة توجد في رخصة مرضية، لهذا تحاول الادارة الاستعانة بالممرضات اللواتي ما زلن في طور تكوين، الشيء الذي يؤدي إلى وقوع مثل هذه الحالات”.