في قضية الدعوى التي تقدم بها الاعلامي أحمد الشرعي، ضد الصحفي الاسباني، المتخصص في الاساءة الى المغرب، إغناسيو سيمبريرو، وصحيفة "إلموندو"، يمكن للمتتبع أن يرى الأمر من زاويتي نظر. الزاوية الأولى، هي زاوية الأطراف التي تتبادل مع سيمبريرو تعابير التضامن و الخدمات التي تريد كسر عضم البلاد بأي طريقة كانت، حتى لو تطلب الأمر طلب عون شريط أنتجه ارهابيون في لحظة يأس، و سيقولون بعدها ان الأمر مجرد استهداف لحرية الصحافة. لكن الحقيقة ان الزاوية المثلى لتفسير سلوك سيمبريرو الذي استعمل ما سربه الشبح كريس كولمان كما لو أنه شئ مقدس لا ياتيه الباطل من أي جهة، و دون أن يكون باستطاعة الصحافي الاسباني اثبات أي من "الحقائق" التي فرح بها و احتفى، هي زاوية العقدة النفسية، و هي عقدة تصيب كل من يلتقط الفتات و الضباب و الدخان و السراب، ظنا منه أنه امتلك ما سيؤذي به المغرب. وحسب ما أعلن عنه الصحفي، سيمبريرو، على حسابه الرسمي في ال"فايسبوك" ، فقد رفضت المحكمة الاسبانية الوطنية الدعوى، المقدمة ضده، و لكن الواقع هو غير هذا الأمر، فالمحكمة لم تبث بعد بشكل نهائي في قضية التشهير، وبما أنها أقرت بأن سيمبريرو لم يقدم أي دليل على مزاعمه، فطريق التقاضي مازال طويلا اذن، لأن سوء النية واضح من تاريخ كتابات سيمبريو، حتى ولو أن القضاء غير المتابع لقضيته مع المغرب يصعب عليه فهم الأمر. من رأى سيمبريرو وسط قاعة المحكمة و هو يقضم أظافره، و في حالة قلق، لا يمكنه أن يصدق أنه لم يكن سئ النية في كثير من كتاباته، و لن يكون مقاله الذي مس فيه بشرف و سمعة أحمد الشرعي، الأخير في سجله. كان على سيمبريرو أن ينتظر انتهاء مراحل التقاضي، قبل أن "ينشر" انتصاره، لأنه بهذا السلوك و بتصرفه وسط المحكمة، أعطى الانطباع أن الأمر لا يتعلق بقضية بين طرفين، ولكنه برهن أنه يعتبر نفسه في مواجهة أعداء. بالمقابل، أحمد الشرعي، معروف عنه اعجابه بالنموذج الديمقراطي الاسباني، كما كتب ذلك على صفحات صحيفة "لاراثون" الاسبانية بمناسبة أول زيارة للعاهل الاسباني الشاب فيليبي للمغرب، و ليس اعتباطا قراره اختيار القضاء الاسباني في هذه القضية، و هو يعلم أن عدم قدرة سيمبريرو اثبات ما كتبه نقلا عن حساب لا يعرف له صاحب، هو في حد ذاته، و بغض النظر عن أي حكم قضائي، و في العمق، أكبر جريمة ارتكبها سيمبريرو في حق "مهنته" و أخلاقياتها، وهو كما نعلم، صحافي يقدم نفسه لمن يصدقه، باعتباره خبيرا و صاحب تجربة في الميدان.