تترقب إسبانيا والمغرب، مع مطلع السنة الجديدة، وصول عاصفة أطلسية قوية اطلق عليها اسم "فرانسيس"، والتي بدأت تتشكل فوق المحيط الأطلسي، وسط تحذيرات من تقلبات جوية حادة تشمل أمطارًا غزيرة، رياحًا قوية، واضطرابًا في البحر، خصوصًا بالمناطق الساحلية. وحسب معطيات صادرة عن هيئات أرصاد أوروبية، يُرتقب أن تبدأ العاصفة في التأثير أولًا على جزر الكناري ابتداءً من فاتح يناير، حيث من المتوقع تسجيل رياح قوية قد تتجاوز سرعتها 80 إلى 90 كيلومترًا في الساعة، إلى جانب زخات مطرية رعدية وارتفاع ملحوظ في علو الأمواج، ما قد يؤثر على الملاحة البحرية والرحلات الجوية. وفي البر الإسباني، يُنتظر أن تمتد تأثيرات "فرانسيس" إلى عدد من المناطق الشمالية والغربية، خاصة خلال أيام رأس السنة، مع تساقطات مطرية مهمة ورياح قوية قد تتسبب في اضطرابات مرورية وانقطاعات محلية، فيما لم تستبعد التوقعات حدوث فيضانات محدودة في المناطق المنخفضة أو القريبة من الأودية. أما في المغرب، فتشير التوقعات الأولية إلى احتمال تأثر المناطق الشمالية والوسطى، خصوصًا الواجهة الأطلسية، بتساقطات مطرية متفاوتة الشدة ورياح قوية نسبيًا، مع انخفاض مرتقب في درجات الحرارة. كما تبقى إمكانية تساقط الثلوج واردة فوق المرتفعات الجبلية العالية، إذا ما توافرت الشروط المناخية الملائمة. ودعت مصالح الأرصاد الجوية والسلطات المختصة المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، خاصة مستعملي الطرق والمسافرين عبر البحر، مع التأكيد على ضرورة متابعة النشرات الجوية الرسمية وتفادي المجازفة في المناطق الساحلية أو المعروفة بقابليتها للفيضانات. وتأتي عاصفة "فرانسيس" في سياق موسم شتوي يتسم بعدم الاستقرار الجوي بمنطقة غرب المتوسط وشمال إفريقيا، ما يعيد إلى الواجهة إشكالية الاستعداد المسبق لمواجهة الظواهر المناخية المتطرفة، والحد من آثارها على الساكنة والبنيات التحتية.