بدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد زيارة دولة للقاهرة تستمر يومين يؤكد فيها دعمه لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي يحكم بلاده بقبضة من حديد، على ان يبحث ايضا مسألة الامن في الشرق الاوسط وملفات تجارية مهمة. وحطت طائرة هولاند في القاهرة بعد الظهر آتية من لبنان، اولى محطات جولته في الشرق الاوسط التي يختتمها في الاردن بعد زيارته لمصر. واستقبل السيسي هولاند في المطار بحسب مراسلة وكالة فرانس برس. وتبع ذلك استقبال رسمي لهولاند في قصر القبة الرئاسي في القاهرة. ورافق ضباط في الحرس الجمهوري يمتطون احصنة سيارة هولاند التي سارت ببطء داخل ساحة القصر العريق. واطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالضيف الفرنسي الذي يتراس احدى اهم الدول الداعمة لمصر في اوروبا. ويرافق هولاند وفد كبير يضم نحو ثلاثين من رؤساء الشركات الفرنسية الكبرى وكذلك رؤساء شركات صغيرة ومتوسطة سيشاركون في "منتدى الاعمال" المصري-الفرنسي ويحضرون توقيع اتفاقات في قطاعات مختلفة وخصوصا في مجالات النقل والطاقة المتجددة والتدريب المهني، بحسب الرئاسة الفرنسية. وتأمل مصر بعقد صفقات استثمار لتنشيط اقتصادها المتداعي بفعل تراجع عائدات السياحة وانحسار الاستثمارات الاجنبية منذ اطاحة الرئيس الاسبق حسني مبارك في العام 2011. ويعقد السيسي وهولاند جلسة مباحثات، ومن المنتظر ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مساء الاحد. ويتوقع ان تثار خلال الزيارة كذلك مسألة حقوق الانسان في مصر. وكانت فرنسا اعلنت مبكرا تأييدها للسيسي وابرمت عقود تسليح مهمة معه بعد ان اطاح في العام 2013، عندما كان قائدا للجيش، الرئيس الاسلامي المنتخب محمد مرسي. وتقمع السلطة في مصر بشدة المعارضة بمختلف توجهاتها. وعشية الزيارة، دان الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ومنظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش "الصمت المدوي" لفرنسا ازاء "خطورة القمع الذي تتعرض له منظمات المجتمع المدني والزيادة الهائلة في ممارسة التعذيب فضلا عن الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والعنف (…) غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث". واكد المقربون من هولاند انه يعتزم توجيه "رسائل" حول هذه المسائل بطريقة "هادئة وفعالة". ومنذ اطاحة الرئيس مرسي في يوليو 2013، شنت السلطات المصرية حملة قمع واسعة ضد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها قتل فيها اكثر من 1400 شخص كما جرى توقيف آلاف اخرين. وشملت حملة القمع بعدها الناشطين الشباب من الحركات الداعية الى الديموقراطية والذين ايدوا الاطاحة بمرسي قبل ان يعارضوا حكم السيسي. وفي اول زيارة دولة يقوم بها هولاند لمصر، ستركز المحادثات السياسية على النزاع العربي-الاسرائيلي والحرب في سوريا والوضع المتوتر في ليبيا ومكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، وفق الرئاسة الفرنسية. ويشن الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسمي نفسه "ولاية سيناء" حربا شرسة على قوات الامن المصري قتل فيها مئات الجنود وعناصر الشرطة. واعلن هذا التنظيم مسؤوليته عن اسقاط طائرة ركاب روسية فوق سيناء في اليوم الاخير من شهر اكتوبر الفائت، قتل فيها 224 شخصا كانوا على متنها. ويروج السيسي لمصر كركن رئيسي في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تقود الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا ضده في العراقوسوريا. وفي الاردن سيزور الرئيس الفرنسي قاعدة "الامير حسن" الجوية على مسافة مئة كلم شمال شرق عمان، التي تقلع منها الطائرات الفرنسية المشاركة في التحالف ضد الجهاديين في العراقوسوريا. وتعد مصر سوقا رئيسية لفرنسا خصوصا في مجال الاسلحة حيث كثف البلدان تعاونهما العسكري بعقد صفقات باهظة. واشترت مصر 24 مقاتلة من نوع رافال في عقد قيمته 5,2 مليارات يورو. وتسلمت مصر ست مقاتلات رافال بالاضافة لفرقاطة متعددة المهام من نوع "فريم" منذ ذلك الحين. ورفعت اعلام مصر وفرنسا في عدد من شوارع القاهرة الرئيسية لمناسبة زيارة هولاند. كما وضعت صور للسيسي وهو يصافح هولاند في عدد من الشوارع قرب المطار. وفي قصر القبة، اصطف تلاميذ صغار يشكلون بملابسهم الحمراء والبيضاء والزرقاء علم فرنسا ليحيوا الرئيسين ملوحين باعلام البلدين.