أكد المشاركون في ندوة نظمت، الأربعاء بالرباط، حول موضوع "عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.. تحديات، مؤهلات وآفاق"، أن هذه العودة تجسد الثقة التي تحظى بها المملكة لدى دول القارة، كنموذج صاعد يحتذى به في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأبرز المشاركون في هذه الندوة، التي نظمها معهد الدراسات الإفريقية، أن هذا الإنجاز الدبلوماسي ما كان ليتحقق لولا المبادرات والتحركات الملكية بعدد من الدول الإفريقية، والتي ساهمت في إرساء علاقات متعددة الأبعاد مبنية على الشراكة الاقتصادية، والتنمية المشتركة وتبادل الخبرات. وفي هذا الصدد، قال شارل سان برو، مدير معهد الدراسات الجيوسياسية في باريس، إن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تصب في صالح إفريقيا وتعد فرصة جديدة لتنمية وازدهار القارة. وأبرز سان برو أن الرؤية الدينامية والمستقبلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رائد التعاون جنوب- جنوب، تشكل بالتأكيد مصدر إلهام وقوة من أجل تطوير الاتحاد الإفريقي وتعزيز التعاون بين دوله. وأكد أنه رغم أن المغرب غادر منظمة الوحدة الإفريقية في سنة 1984 ، إلا أنه واصل تعزيز حضوره على الساحة الإفريقية من خلال العديد من الأعمال والمبادرات. ومن جانبه، أكد نائب عميد كلية الحقوق بالرباط أكدال زكرياء أبو الذهب، أن جلالة الملك جعل دوما القارة الإفريقية في صلب الإشعاع الدبلوماسي للمملكة من خلال إرساء شراكات مع عدد من البلدان الإفريقية، تتمحور حول المشاريع الاقتصادية والسلام والأمن، والتنمية البشرية، والتعاون في المجالات التربوية والأكاديمية. وأضاف أبو الذهب أن هذه العودة ستسمح لبلدان القارة بالاستفادة من التجارب الهامة التي استطاعت المملكة أن تراكمها، طيلة السنوات الأخيرة، على أكثر من صعيد. وبدوره، أكد الموساوي العجلاوي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي جاءت لتتوج حرصه على استمرار صلاته القوية مع أشقائه الأفارقة خارج هذا الإطار المؤسساتي، مبرزا أن المغرب حافظ لعدة عقود على علاقات ثنائية متميزة مع الغالبية العظمى من الدول الإفريقية، وسهر في السنوات الأخيرة بقيادة جلالة الملك على تنفيذ مشاريع كبرى ذات مقاربات مندمجة لفائدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.