موسم الصيف، موسم الرواج التجاري الكبير في الحسيمة، قطعا ليس هو صيف هذه السنة. معطيات التجار الذين التقتهم «أحداث أنفو»، المنضوين في غالبهم تحت لواء النقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالحسيمة، تشير إلى أن الحصيلة التجارية تكاد تقارب النصف وتؤثر سلبا على نفسية تجار المدينة. اللقاء كان مناسبة نقلوا إليها بعضا مما تعانيه تجارتهم وهواجسهم بالنسبة للمنطقة في ظل استمرار الاحتجاجات. سعيد، وعادل، ومحمد... وغيرهم يتفقون أن الحراك الاجتماعي بالحسيمة كان في البداية «فأل خير» على المدينة، وذلك، لأنه منحها شهرة عبر المغرب «وأضحى المغاربة في كل مكان يتحدثون عن الحسيمة وعما يحدث بها». هذه الشهرة، اعتقد التجار رأسا أنها ستكون في صالح المدينة وتجذب لها زوارا جدد غير سياحها والوافدين الموسميين الاعتياديين، الذين يحلون بها كل صيف. لكن، وهو ما يتأسف له التجار، المدينة وبسبب صورتها ك«مدينة تعيش القلاقل» و«الاحتجاجات والمسيرات المستمرة» هجرها الزوار والسياح الداخليون المحتملون، وأصبح الركود يخيم على كافة الأنشطة الاقتصادية والتجارية التي كانت عادة تبلغ في موسم الصيف أوجها. في هذا السياق، يقول محمد، تاجر ملابس جاهزة: «الحالة الاقتصادية بالمدينة يرثى لها. فقد تراجع الرواج الاقتصادي والتجاري بشكل كبير. ومعروف أننا كتجار ننتظر موسم الصيف لتعويض ركود تجارتنا لعام بأكمله. فالصيف بالنسبة لنا موسم الرواج. لكن للأسف، هذا الموسم لن يكون الأمر كذلك بالنسبة لنا».