قررت هيئة المحكمة بغرفة الجنايات الاستئنافية بالدارالبيضاء، صباح اليوم الاثنين 27 نونبر، تمديد المداولة في ملف مراد الكرطومي ومن معه، إلى غاية الأسبوع المقبل من أجل النطق بالحكم بعد الشكايات التي تقدمت بها الجمعيات القضائية، ممثلة في المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالدارالبيضاء، وجمعية النساء القاضيات والجمعية المغربية للقضاة، التي كانت قد اتهمت مراد الكرطومي الذي نشر فيديوهات، اعتبرتها الجمعيات المهنية للقضاة «مسيئة ومهينة» للجسم القضائي. وكانت المحكمة الزجرية عين السبع أدانت مراد الكرطومي وزميله عادل لبداحي ابتدائيا بثلاث سنوات حبسا نافذا، قبل أن تتم إحالة الملف على محكمة الاستئناف. يذكر أن مراد الكرطومي المتهم بإهانة قضاة والنصب، تراجع أثناء محاكمته استئنافيا، في آخر مكالمة له أمام الغرفة الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف، «أقول للجمعيات ارحموني يرحمك الله». الكرطومي الذي سبق أن ظهر في العديد من الأشرطة التي صورها وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي اختار الاعتذار علانية وأمان هيئة المحكمة بعدما أجهش بالبكاء مستعرضا حالته الاجتماعية، وما يعانيه من مشاكل، مفضلا الاستشهاد بما سيق أن قاله أحد المطربين الشعبيين بعد ظهور شريط مصور له وهو عار، حيث قال «استروني الله يستركم»، كذلك فضل الكرطومي التوسل بنفس العبارة، مستجديا عطف المشتكين ومعها عطف هيئة المحكمة التي يرأسها القاضي بلمودن. الكرطومي لم يكتف بالاعتذار العلني للجمعيات القضائية المشتكية، والتي اعتبرت أن جميع القضاة تعرضوا للإهانة بما بثه الكرطومي في أشرطته على مواقع التواصل الاجتماعي من اتهامات لقضاة ذكرهم بالاسم، وإنما طالب المحكمة بالحكم عليه ب «عدم استعمال الانترنت مدى الحياة»، مصرحا أنه "ما عمرني سجلت شي فيديو»، متهما رفيقه في التهمة عادل لبداحي وشخصا آخر لم يذكره بالاسم بتحريضه، على قول ما كان يدعيه وينشره في أشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «يوتيوب». وقد اعترف الكرطومي أمام المحكمة بأنه «أخطأ فعلا»، ملتمسا «التوبة والاستغفار»، مكررا نفس عبارته التي استهل بها كلمته الأخيرة أمام المحكمة «الناس ديال الجمعيات (يقصد الجمعيات القضائية) ارحموني الله يرحمكم»، معتبرا نفسه «ضحية»، لأشخاص آخرين حرضوهم على استهداف القضاة. لكن شريك الكرطومي في التهمة، عادل لبداحي، واجهه أمام المحكمة متهما إياه ب «الكذب» فيما قاله للمحكمة.