استغلال سياسي وعسكري يتعرض له آلاف الأطفال داخل مخيمات البوليساريو، في غفلة دولية لا تلتفت كثيرا لهذه الفئة عند الحديث عن بشاعة استغلال الأطفال داخل عدد من بؤر التوتر، وقد حاولت العديد من التقارير لفت الانتباه لهذه الممارسات التي حولت الأطفال الصحراويين إلى أوراق رابحة من أجل حصد التعاطف عبر استغلالهم في تسويق مغالطات ملقنة خلال المخيمات الصيفية داخل الدول الأوروبية، وكدا الدعم المادي في شكل مساعدات تبين أنها لا تصل إلى هذه الفئة الهشة. وتكشف بعض من الحوادث عن حجم الاستغلال والمعاناة التي يعيشها الأطفال داخل وخارج المخيمات، سواء تعلق الأمر بالاستغلال الجنسي الذي تفجرت فضيحته بعد إدانة الأمين العام لشبيبة الحزب الاشتراكي في إسبانيا، "أليخاندوز دياث"، عقب تسريب محادثات يتفاخر فيها باغتصاب قاصر من تندوف،عندما كان مسؤولا عن تسيير برنامج "عطل السلام" التي تستقبل أطفال المخيمات، وهي المحادثة التي كشفت جزء من بشاعة ما يتعرض له الصغار. إلى جانب الاستغلال الجنسي، يتعرض أطفال المخيمات لاستغلال بشع بعد إجبارهم على حمل السلاح بدل التواجد على مقاعد الدراسة كأقرانهم، وهو ما يشكل ضغطا رهيبا على يافعين يضطر بعضهم للفرار مما يعرضهم للسجن والتعذيب. ولوضع حد لهذا الاستغلال الي ينضاف لسجل خروقات البوليساريو، وجه مركز (بوليسنس) للأبحاث بأوتاوا، مذكرة لرئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو،من أجل وضع حد للاستغلال الذي يتعرض له 8000 طفل صحراوي، يجبرون على حمل السلاح بمخيمات تندوف بالجزائر، وذلك طبقا لالتزام كندا بمبادئ فانكوفر 2017، بشأن تجنيد الأطفال. ولفتت المذكرة الانتباه إلى أن البوليساريو تتحرك دون حرج رغم استغلالها العلني للأطفال، بسبب ما يشبه "القفز المتعمد" فوق هذا الوضع الشاذ المتعارض مع مبادئ حقوق الطفل المتعارف عليها دوليا، خاصة في ظل معطيات تكشف أن هؤلاء الأطفال بالمخيمات مشاريع متطرفين بمنطقة الساحل. وأكدت المذكرة على ضرورة الإشارة إلى استغلال الأطفال الصحراويين، ضمن التقرير السنوي حول الأطفال والنزاعات المسلحة، الذي سيصدره الأمين العام للأمم المتحدة، والذي يضم قائمة بالحكومات والجماعات التي تنتهك المعايير الدولية التي تحظر استقطاب الأطفال واستخدامهم كجنود، وهي العناصر المتوفرة في مخيمات تندوف. واقترح مركز (بوليسنس) على كندا الاتصال بالمسؤولين الجزائريين للقيام بزيارات ميدانية إلى مخيمات تندوف من طرف المنظمات الإنسانية من قبيل مراكز الأبحاث الكندية للدراسات حول الإبادة الجماعية وحقوق الإنسان، ومعهد (دالير) للأطفال والسلام والأمن، واعتبر المركز أن ضرورة اهتمام كندا بهذا الملف تبقى ملحة بالنظر إلى أهمية الأمن في القارة الإفريقية بالنسبة لها. وأشارت المذكرة أن "مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب هو الحل لوضع حد للأعمال المزعزعة للاستقرار في منطقة الساحل والصحراء الاستراتيجية والخطيرة". ولم تتواني البوليساريو يوما عن المجاهرة بهذا الاستغلال البشع للأطفال، على غرار العديد من التنظيمات الإرهابية في العالم التي تتباهى بوجود مشتل احتياطي من حملة أفكارها، وهو ما توثق لها الفيديوهات التي يتم توظيفها في الدعاية الحربية، حيث يظهر أطفال ضمن استعراضات "بدائية" بإخراج رديء خلال المشاركة في استعراضات عسكرية، ما يشكل تحديا لكل المواثيق الدولية التي تضع هذه الممارسة في خانة الجرائم.