سجّل البيان المشترك الصادر عن منظمة التعاون الإسلامي و21 دولة عربية وإسلامية، السبت، رفضاً قاطعاً لإعلان إسرائيل الاعتراف بما يسمى «أرض الصومال»، غير أن غياب توقيع المغرب والإمارات العربية المتحدة على البيان، وعدم صدور أي موقف رسمي من الرباط حتى الآن، أثارا تساؤلات حول خلفيات هذا الصمت، في سياق إقليمي يتسم بحساسية بالغة. وشدد البيان، الذي نُشر عبر منصة «إكس» التابعة لوزارة الخارجية الأردنية، على أن الخطوة الإسرائيلية تمثل «سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين»، وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، مؤكداً رفض المساس بسيادة الدول ووحدة أراضيها.
ووقّع البيان كل من تركيا والأردن ومصر والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والكويت وليبيا، إضافة إلى المالديف ونيجيريا وسلطنة عُمان وباكستان وفلسطين وقطر والسعودية والصومال والسودان واليمن، في موقف جماعي نادر من حيث الاتساع الجغرافي والسياسي. غير أن المغرب، الذي تربطه بإسرائيل علاقات تطبيع في إطار «اتفاقات أبراهام»، لم يكن ضمن الدول الموقعة، كما لم يصدر عنه أي تعليق رسمي على إعلان تل أبيب، ما يضفي، وفق مراقبين، قدراً من الغموض على موقف الرباط من هذه الخطوة ذات التداعيات الإقليمية. إلى جانب المغرب، غابت الإمارات، التي لا تخفي دعمها لإنفصاليي الصومال، أيضاً عن قائمة الموقعين. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، في تقرير لها، أن أبوظبي كانت «الدولة العربية الوحيدة التي لم تُدن» الاعتراف الإسرائيلي ب«أرض الصومال»، معتبرة أن ذلك «لم يكن من قبيل الصدفة»، في ظل وجود علاقات إماراتية مع الإقليم، وحديث عن دور إماراتي في إنشاء قاعدة عسكرية هناك. وأكد البيان المشترك أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول «يمثل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين»، محذراً من انعكاساته الخطيرة على منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، كما رفض «بشكل قاطع» أي ربط بين هذه الخطوة الإسرائيلية وأي مخططات لتهجير الشعب الفلسطيني. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن، الجمعة، أن إسرائيل أصبحت أول دولة في العالم تعترف رسمياً ب«جمهورية أرض الصومال»، التي أعلنت انفصالها من جانب واحد عن الصومال عام 1991، مشيراً إلى أن القرار يأتي «بروح اتفاقيات أبراهام»، ويتضمن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وتوقيع اتفاقات تعاون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا. وأثار الإعلان الإسرائيلي موجة تنديد واستنكار واسعة عربياً وإسلامياً وإقليمياً، وسط تحذيرات من أن الخطوة تشكل «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي» وتهديداً مباشراً لاستقرار الصومال وأمن القرن الأفريقي، في وقت لا تزال فيه مواقف بعض العواصم، وفي مقدمتها الرباطوأبوظبي، موضع ترقب.