AHDATH.INFO لن نستطيع تفادي الحديث عن الموضوع حتى وإن أردنا ذلك. لذلك سنجد أنفسنا مضطرين للعودة إلى ردود الأفعال التي خلفتها وضاعة المدعو حفيظ الدراجي بعد أن تطاول على بلادنا... منذ أول أمس الأحد ونحن نتلقى في جريدة «الأحداث المغربية» وفي موقع «أحداث.أنفو» الدليل تلو الدليل أن من يسب هذا الوطن العظيم، المسمى المغرب، يلقى فعلا من طرف أبناء هذا البلد العظيم، المسمى المغرب ثانية، الرد اللائق والشافي والكافي. نتحدث عن واحد من خدم الجنرالات في الجزائر، وهي بلد له في القلب منا المتسع كله، ونعرف جيدا إقامة الفوارق بين شعبه وهو شعبنا وبين من يتحكمون في رقاب البلاد والعباد هناك، وهم عصابة دون أدنى مجاملة، لأن هذه هي الحقيقة. واحد من الذين اشتهروا في غفلة من الزمن بسبب إخواننا في القناة القطرية «بي إين سبورت» قرر أن يمتحن المغاربة في حب بلادهم، فكال لبلادنا سبابا رخيصا وكثيرا. رد عليه أولا زملاؤه في القناة التي يشتغل فيها وقالوا له: «لا تفسر صمتنا عليك باعتباره ضعفا. فسره باعتباره تعاليا من طرفنا نحن المغاربة على من كان صغيرا مثلك لا يستحق أي رد». ثم رد عليه لاعبون مغاربة قدامى يلتقونه في أروقة القناة القطرية الشقيقة إياها، في مقدمتهم المونديالي يوسف شيبو الذي لقن الوضيع درسا لن ينساه. وبعد ذلك أتى دور الناس العاديين، الشعب، المغاربة، أولئك الذين ينتمون إلى الطبقات كلها، والذين ينسون حين مساس وطنهم كل الاختلافات ويصبحون واحدا موحدا، يرفضون أن تهب نسمة ريح على البلاد، ويعتبرون أنهم معنيون بالرد. نستطيع اليوم قولها بكل تأكيد وبكل اطمئنان: قليلة هي البلدان التي يتحد فيها الجميع لحظة مساس لغوي عابر بها من طرف تافه صغير لكي يقولوا له «صه صه». من بين هاته البلدان هذا البلد العظيم. لذلك عدنا إليها لكي نقولها وكلنا افتخار: المغرب قوي ليس بمقدراته النفطية أو الغازية أو بجيوشه أو بأمواله أو بجنرالات مترهلين بلغوا من العمر عتيا ولم يشبعوا هم والعصابة من نهاب البلاد والعباد. المغرب بلد فتي، عفي، متوسط المداخيل، عادي الغنى، لكنه أغنى من أكبر الدول وأغناها بحب أبنائه له، بانتمائهم للمكان، بإحساسهم أن تمغربيت التي رضعناها من أثداء حرائرنا ليست وهما، وليست حلما وليست مستجدا، وليست نتاج الستينيات من القرن الماضي. هي أعرق من العراقة ذاتها، وهي الدليل والبرهان على أننا لا نشبه من وما عدانا، وهي الدليل على أننا فعلا لا نريد أن نشبههم. هذا المغرب، وهذا المغربي، لوحدهما دليلان على التميز والفرادة إذ يمنحك التاريخ وتمنحك الجغرافيا ومعهما معا تمنحك عبقرية الزمان والمكان القدرة على أن تجاهر بالافتخار: أنا مغربي وأنا مغربية وتمضي.. نكاد نقولها للوضيع، لأنه منحنا هاته الفرصة أن نشعر مجددا ودوما وأبدا أننا محظوظون فقط لأننا مغاربة: شكرا أيها الوضيع، أردت الإساءة لنا فأحسنت. شكرا فعلا لمن أمرك بأن تكتب ما كتبته. فقد أكد لنا أننا في الطريق السليم.