ثبت مؤخراً أنه في الوقت الذي قد تبدأ فيه قدرة الأشخاص على تذكر الأسماء والأوجه، بالتراجع بسرعة كبيرة خلال العشرينات من أعمارهم، فإن القدرة على القيام بمهام أخرى كتعلم كلمات جديدة ربما تتحسن وتصل ذروتها في وقت لاحق من العمر. القاهرة : ها هم الباحثون يكتشفون أن القدرة على التفكير، التعلم وتذكر المعلومات تتأرجح في واقع الأمر صعوداً وهبوطاً على مدار مراحل العمر المختلفة، وأنه إذا تم رسم صورة لتلك التغيرات، فإنها لن تكون بخط واحد بانخفاض حاد وواضح، وإنما ستكون بخط توجد به كثير من الانحناءات التي تبرز في عدة مراحل مختلفة من العمر. ويُعتَقد أن تلك الدراسة الجديدة التي أجراها علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومستشفى ماساتشوستس العام، وتم نشرها يوم الجمعة في مجلة العلوم النفسية، هي واحدة من أكبر الدراسات التي أجريت من نوعها لإبراز تلك الظاهرة. ونقلت صحيفة بوسطن غلوب الأميركية عن لورا جيرمين، الباحثة المتخصصة في الأمراض النفسية في مستشفى ماساتشوستس العام والباحثة المشاركة في الدراسة، قولها:"مع تقدمنا في السن، تتحسن بعض الأشياء وتتراجع بعض الأشياء الأخرى. وهذا نظام ديناميكي معقد. ومن الجيد أنك مع تقدمك في السن تعرف أنني قد لا أكون بسرعة الطلاب الجامعيين نفسها، لكني أكون أكثر حكمة منهم بقليل". وقال باحثون لم يشتركوا في الدراسة إنها دراسة مثيرة للإعجاب بالفعل، لدرجة أن البعض منهم أكد أنها ستساعد على تحديد ومعالجة المشاكل المرتبطة بالتقدم في السن. وخلص العلماء إلى أن المهارات المختلفة تتحسن وتبلغ أوجها في مراحل عمرية مختلفة، وتبين من النتائج أن القدرة مثلاً على تذكر رقم كان مقترناً برمز ما تم عرضه في وقت سابق تكون في أفضل حالاتها في آخر سن المراهقة وأنها تتراجع بعد ذلك. وأضاف جوشوا هارتشورن العالِم المتخصص في بحوث الدماغ لدى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والباحث المشارك في الدراسة:"يعمل الناس لفترة أطول في الحياة وفي وظائف ذوي الياقات البيضاء حيث ينخرطون في القراءة بشكل كبير". وقال ستيوارت ريتشي، وهو طبيب نفسي يجري بحوثاً على الشيخوخة في جامعة ادنبره في اسكتلندا، إن إجراء تلك الدراسة على هذا النطاق الكبير سيساعد على تدعيم نتائج سبق أن توصل إليها علماء آخرون بهذا الخصوص، فقد أظهرت النتائج التي توصل إليها الباحثون مؤخراً أن هناك فروقاً دقيقةً في مرحلة الشيخوخة.
