اقتفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، خلال الأسبوع الماضي، أثر رسالة هاتفية قصيرة توصل بها الهاتف المحمول لمدير شركة تضم مقرات إدارية بالبيضاء، يهدد فيها صاحبها بتفجير المقر، وتشير إلى أنه وضع قنبلة ستفجر أحد مرافق الشركة سالفة الذكر، وتوصلت، بعد أبحاث استغرقت ثلاثة أيام وشاركت فيها عناصر مختبر الشرطة العلمية، إلى أن صاحب الرسالة، التي بعثت عبر الأنترنيت بطريقة الرسائل المجانية، حارس أمن خاص يبلغ من العمر 26 سنة، تم تسريحه أخيرا من العمل، كما انتهت التحريات المنجزة حول سيرته الذاتية إلى أن ليس له أي انتماء إلى الجماعات المتطرفة، وليست له سوابق قضائية. وأوردت مصادر "الصباح" أن التحقيق الذي باشرته عناصر الفرقة سالفة الذكر، أفضى إلى أن المتهم الذي أحيل على المحكمة يوم الأربعاء الماضي، أرسل الرسالة الهاتفية من أجل ترهيب رب الشغل لاعتقاده بأنه كان سببا مباشرا في طرده من الشركة حيث كان يعمل مكلفا بالحراسة. وفي تفاصيل الواقعة، ذكرت مصادر مطلعة أن مدير المركز الإداري تقدم أمام مصالح الشرطة القضائية بعين الشق بشكاية مفادها أنه توصل، في 8 دجنبر الجاري، برسالة على هاتفه المحمول تتضمن عبارات تهديد بتفجير مرافق الشركة، إذ ورد فيها ما مفاده "كن حذرا... هناك قنبلة ستنفجر إن شاء الله سيما بالمكان...". ونظرا لخطورة التهديدات، أنيط البحث بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي اقتفت الأثر الالكتروني للرسالة، ليتبين أنها أرسلت من جهاز حاسوب عبر تقنية الرسائل المجانية لإحدى شركات الاتصالات، وتم الوصول إلى الأرقام المميزة للحاسوب الذي يوجد في ناد للأنترنيت، وعبر أنظمة الأنترنيت دائما تم تحديد رقم هاتفي وباستفسار صاحبه نفى علاقته بالموضوع، ليتم نقل البحث إلى الحساب الالكتروني الذي بعثت منه الرسالة، وتحديد صاحبه، ويتعلق الأمر بفتاة. وبعد البحث في أرشيف الرسائل الصادرة من بريدها الإلكتروني، عثرت عناصر الفرقة الوطنية على رسالة التهديد المؤرخة في 8 دجنبر الجاري. وأثناء الاستماع إلى المعنية بالأمر، صاحبة البريد الإلكتروني، نفت أن تكون وجهت الرسالة، وأشارت إلى أن صديقتها تستعمل البريد نفسه، ليتم تحديد هوية الأخيرة التي لم تكن سوى تلميذة. وعند استفسارها، نفت أن تكون وجهت رسالة التهديد وأن لا علاقة لها بالموضوع، لكن بعد البحث معها جيدا أفادت أن عمها التحق بها في اليوم نفسه وطلب منها أن تعلمه كيف يرسل رسالة بطريقة البرقيات المجانية، وبالفعل نفذت ما طلب منها بعد أن دخلت إلى موقع لإحدى شركات الاتصالات، وأوضحت له الخطوات التي ينبغي اتباعها، ثم غادرت نادي الأنترنيت، ناسية أن تغلق البريد الالكتروني. وبناء على التحريات المنجزة، تمكنت الشرطة القضائية من تحديد هوية عم الفتاة وتبين أنه كان يشتغل حارس أمن في المركز الإداري نفسه الذي توصل مديره برسالة تهديد. وأوقف المعني بالأمر ليعترف بسهولة بأنه الفاعل، ويعزو سبب إقدامه على تهديد المدير إلى أن الأخير كان وراء طرده وأنه تسبب له في مشاكل اجتماعية ونفسية جراء تسريحه، ما دفعه إلى الانتقام بهذه الطريقة.