في هجرة قد تبدو للكثيرين معكوسة، أصبح فنانون وممثلون مصريون يُقْبلون على الحضور إلى المغرب للمشاركة في أعمال درامية سينمائية وتلفزيونية، بعد أن كان الفنانون المغاربة في سنوات سابقة يفدون على أرض الكنانة بشكل لافت من أجل تطوير مساراتهم الفنية في الغناء والتمثيل. ويوجد في المغرب حاليا الفنان المصري عبد العزيز مخيون لتصوير بعض المشاهد في الفيلم التلفزيوني المغربي "الحياني"، الذي يتناول حياة المطرب المغربي الراحل محمد الحياني، والذي كان مُلقبا بعندليب المغرب، حيث يلعب مخيون دور الشاعر المصري الشيوعي عادل عمر الذي هرب إلى المغرب بسبب خلاف مع الزعيم جمال عبد الناصر. ويؤدي مخيون دور هذا الشاعر الذي التقى بالمطرب الراحل الحياني، وتعرف عليه عن كثب حيث ربط معه علاقة صداقة قبل أن يعود إلى مصر، كما أن ممثلين مصريين آخرين يشاركون في هذا العمل الدرامي، ومن ضمنهم ممثل يشبه كثيرا الفنان محمد عبد المطلب الذي أحيا حفلات غنائية بالمغرب، والتقى هو الآخر بالمطرب محمد الحياني. إقبال مصري وبدورها، أعربت النجمة نبيلة عبيد قبل أيام في تصريحات صحافية عن رغبتها في التمثيل في السينما المغربية، شرط أن تؤدي دورا يشكل إضافة نوعية إلى مسارها الفني الطويل، ويكون العمل الدرامي "ذا قيمة فنية ويهدف إلى تقديم رسالة معينة". ويحضر إلى المغرب أيضا كل من الممثلين المصريين منى هلا وحسين الإمام، وذلك في الخامس والعشرين من مايو/أيار الجاري، من أجل المشاركة في تصوير الجزء الثالث من مسلسل "كلنا جيران" الذي من المتوقع أن يُبث في شهر رمضان المقبل. يُذكر أنه تعذر الاتفاق مع الفنان الكوميدي المصري، إبراهيم نصر، على بعض التفاصيل ليتعذر تواجده في هذا العمل الكوميدي التلفزيوني. وأبدى الفنان المغربي محمد مجد، الذي سبق له أن مثل في الجزءين الأول والثاني من هذه السلسلة الكوميدية، استياءه من محاولة الاستغناء عنه في الجزء الثالث من طرف منتجي العمل، واستدعاء ممثلين مصريين عوضا عنه، متسائلا: "كيف يعقل أن يستعين مسلسل كوميدي مغربي مائة بالمائة بفنانين مصريين، وكأن التلفزيون المغربي يخلو من الأعمال المصرية؟". تعاون فني وقال الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي، إنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها ممثلون مصريون في أعمال سينمائية أو تلفزيونية مغربية، فقد سبق لعدة فنانين مثل يسرا وجميل راتب وعبد العزيز مخيون وسناء جميل وليلى علوي وعزت العلايلي وهشام سليم وغيرهم، أن شاركوا في فيلم "سيدة القاهرة" من إخراج المغربي مؤمن السميحي سنة 1991. وذكر أن هناك فنانين مصريين قبلهم، مثل ليلى طاهر وفريد شوقي ويحيى شاهين ونور الشريف ونادية لطفي وسمير صبري وأمينة رزق وغيرهم، شاركوا في أفلام المخرج المغربي عبد الله المصباحي "أرض التحدي" و "سأكتب اسمك على الرمال" سنة 1989 و"أين تخبئون الشمس؟" عام 1979، و"غدا لن تتبدل الأرض" عام 1975 و "الضوء الأخضر" عام 1974. وتابع الناقد: شاركت أيضا الفنانة المصرية مريم فخر الدين في فيلم مصطفى الدرقاوي "أيام شهرزاد الجميلة" سنة 1982، وعصام كاريكا وصبحي خليل في فيلم سعيد الناصري "الخطاف" سنة 2011. وفي التلفزيون، شارك ممثلون مصريون آخرون في مسلسل "إدريس الأكبر" من إخراج المغربي كمال كمال. وبخصوص الفنان المصري عبد العزيز مخيون الذي يشارك حاليا في تصوير سلسلة "الحياني" المكونة من 4 حلقات، أفاد سيجلماسي بأن هذا الممثل المثقف ذا الأصول المغربية سبق تكريمه بأحد مهرجانات الدارالبيضاء السينمائية، وعبَّر أثناء ذلك عن استعداده للمشاركة في أعمال درامية مغربية. المغرب يسعى للمنافسة وعزا الناقد أسباب توافد الممثلين المصريين على المغرب أو رغبتهم في ذلك إلى الكساد الفني الذي تعيشه أرض الكنانة بسبب اضطراب الأوضاع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بعد سقوط نظام حسني مبارك، وأيضا إلى الدينامية التي أصبح يعيشها المغرب على مستوى إنتاج الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية الرمضانية. وأضاف المتحدث عاملا آخر قد يكون وراء إقبال الفنانين المصريين على الاشتغال في أعمال مغربية، ويتمثل في "رغبة منتجي الأعمال الدرامية التلفزيونية بالمغرب في التنويع نسبيا، ومنافسة قنوات عربية أخرى على مستوى البرمجة الدرامية الرمضانية المقبلة".