تخبط غير مسبوق ذلك الذي تعيش على وقعه الحكومة الإسبانية، والتي أصبحت مهددة بالتفكك في أي لحظة، بسبب تداعيات قرارها غير المسؤول استقبال زعيم البوليساريو المتابع جنائيا على أراضيها. فقد عرف مسلسل الفضيحة حلقة جديدة اليوم، مباشرة بعد انتهاء أولى جلسات محاكمة إبراهيم غالي، وذلك بعدما تدخل الجيش الإسباني لمنع دخول طائرة تابعة للحكومة الجزائرية المجال الجوي الإسباني، وأجبرها على العودة إلى ديارها، لعدم توفرها على التراخيص الضرورية، في الوقت الذي كانت متجهة فيه إلى مطار لوغرونيو لإعادة زعيم الحبهة الانفصالية. هذه الواقعة تظهر بالملموس التصدعات التي تعرفها حكومة بيدرو سانشيز، إذ لا يعقل أن يكون النظام الجزائري قد أرسل الطائرة بدون تنسيق وإذن مسبق من الحكومة الإسبانية، إلا أن منعها من مواصلة طريقها يؤكد وجود تيار حكومي ليس له علم بالصفقات التي تم عقدها مع نظام العسكر، أو يرفض المشاركة فيها. المضحك في الأمر أن الناطقة باسم الحكومة الإسبانية نفت في تصريح رسمي أي علم لأعضاء الحكومة بطبيعة الرحلة التي كان تقوم بها الطائرة الجزائرية.