ما كنت أتصور يوما أنني سأكون مجبرا من باب المسؤولية لمراسلتكم لأخبركم عما آلت إليه الأوضاع من فساد و سوء تدبير و ارتشاء الضمائر في جماعاتنا في باب برد .وإيمانا منا بالتغيير فعلنا الكثير لتتدخل مؤسسات الرقابة لوضع حد لهذه الخروقات ولكن مع الأسف الشديد رغم المراسلات الموجهة إلى المجلس الأعلى للحسابات ووزارة الداخلية و عامل الإقليم...... و رغم الحركات الاحتجاجية لم نرى أحدا و بقي الوضع كما هو عليه، وهذا وسام نوشح به رموز الفساد. إننا نتساءل عن دور كل هذه الإدارات وكذلك عن معنى السلطة المسؤلة بعد أن عرفنا الآن منطق سلطة الوصاية. وكنت أفضل أن أراسلكم بصفة سرية لكن علمتني التجربة أن الرسائل التي تحمل هموم المواطن لا تصل... لأن أغلبية حاشيتكم لا تهمها هموم الساكنة في المغرب . زيادة على الفساد, الحالة هنا في باب برد وباقي المناطق المجاورة مزرية جدا و بكل المقاييس, فيما يخص الخدمات المقدمة للمواطن و هذا في جميع الميادين و بدون استثناء. وأ كثر من هذا, إننا نعيش في منطقة أصبح فيها احتقار المواطن ثقافة ،و إرهابه بلائحة المبحوث عنهم آلية فعالة لجمع الثروات, ليزداد على فساد المنتخب المسؤول فساد آخر, و يصبح بدالك الفساد طبقات و أشكال .و في ظل هذا الوضع, أتساءل أنا كذلك كمنتخب عن سر هذا التهميش الذي نعانيه منذ عقود مع العلم أن هذه المنطقة كانت حصنا ضد الاستعمار ولا زالت موطنا للشرفاء. إن مراسلتي لكم هي شرف و مسؤولية, وهي بالخصوص استشراف لمنطق تواصل جديد أصبح ضروريا للقطع مع أساليب نفس الوجوه الحزبية و " العائلية" التي تنافقنا جميعا و تردد نفس الأكاذيب مند مدة, و هي التي ترعى الفساد وخصوصا تلك الوجوه المقربة أوالقريبة منكم و التي حولت الحقل السياسي إلى معرض موسمي لللأقمصة الانتخابية في غياب المشروع.و في هذا السياق أصبحت القطيعة مزمنة ما بين المشاكل المحلية المتراكمة, واهتمامات الخطابات المركزية لمن لهم الحق في إنتاج الخطاب ،أما نحن لم يسمع صوتنا حتى إبان كتابة تقرير الجهوية ,لان الأحزاب لا تستشير إلا نفسها للاستنساخ , مع العلم أن الديمقراطية إما أن تكون محلية أو لا تكون.... ويبقى نفس السؤال المهيمن ,الى متى سنبقى نحن المنتخبون المحليون ديكورا مؤنسا في صالونات أصحاب القرار حتى لا أقول صنما من باب اللباقة اللغوية؟
وكثيرا ما نريد التعبير عن حالنا نحن أبناء هذه المناطق, فنصرخ من شدة الغضب, وفي غياب و سائل الإعلام و المخاطب المسؤول تردد جبال الريف أصداء أصواتنا بميكروفونها الطبيعي لنفهم من جديد أننا لازلنا من أجيال العزلة. إن رسالتي هذه صرخة سياسية من أعماق النحو الحقوقي ضد الفساد ،التهميش ،الإقصاء، ،التخويف والبطالة و نتمنى أن تكون أصدائها موجة تطهير في باب برد و بادرة خير على المنطقة. وتقبلوا سيدي أسمى عبارات التقدير و الاحترام.