أفاد تقرير أعده علماء بيئة بأن أزيد من 7,7 مليون نسمة بإقليم الأندلس (92 في المئة من السكان) يستنشقون هواء ملوثا يتجاوز معدلات حماية الصحة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية وحسب خلاصات التقرير بشأن جودة الهواء في إسبانيا سنة 2012 الذي تم تقديمه أمس الثلاثاء، فإن أعلى نسبة من الملوثات في إقليم الأندلس خلال العام الماضي، تم تسجيلها في "أوزون طبقة الجو الأدنى" وجسيمات بي إم 10 وبي إم 2 و5 وثاني أكسيد النيتروجين. وقد توصل علماء البيئة إلى أن جسيمات بي إم 10 وبي إم 2 و5 تجاوزت القياس الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية، إذ سجلت أسوء معدلاته في محافظات إشبيلية وغرناطة ومالقة وكوستا ديل سول وفي المنطقتين الصناعيتين الجزيرة الخضراء وبايلين. أما ثاني أكسيد النيتروجين فسجلت أسوأ معدلاته في غرناطة و إشبيلية نتيجة الحجم الكبير لحركة النقل في المدينتين، في الوقت الذي تجاوزت فيه ملوثات ثاني أكسيد الكبريت معايير الصحة العالمية اليومية بشكل مقلق في خليج الجزيرة الخضراء ومحافظة ويلبا. ويشير تقرير علماء البيئة، المستند على البيانات التي تتيحها الأقاليم المتمتعة بنظام الحكم الذاتي عبر شبكات قياس التلوث، إلى أن مستويات التلوث تظل على الرغم من الأرقام المسجلة "منخفضة بقليل" عما كانت عليه في السنوات السابقة، إلا أنها لا تزال فوق القيم القانونية العالمية وتتجاوز بكثير المعايير الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية. ووفقا للتقرير فإن تلوث الهواء يشكل "خطورة كبرى" على حياة الناس، إذ يتسبب في الوفاة المبكرة ل20 ألف شخص سنويا على صعيد إسبانيا و370 ألف شخص في الاتحاد الأوروبي ، مؤكدا أن تجاوزات الحدود المنصوص عليها بيئيا أصبحت تتكرر بشكل منهجي في السنوات الأخيرة . وكانت المفوضية الأوروبية قد أطلقت في يناير 2009 إجراء قانونيا ضد إسبانيا لخرقها التشريعات الخاصة بجودة الهواء، من المتوقع أن تنظر فيه المحكمة الأوروبية قريبا، وتكشف فيه المفوضية عن تجاوزات شبه الجزيرة الإيبيرية في مجال البيئة، مبرزة أن خطط العمل المعتمدة للحد من التلوث "لا وجود لها في الكثير من الحالات" و"تؤتي بالكاد قليلا من الفعالية" في بعض الحالات المعدودة، في ظل "غياب إرادة سياسية" تولي لقضية جودة الهواء ما يلزم من الاهتمام.
