كشفت تقارير إعلامية نرويجية أن شبيبة حزب السلطة في جزيرة أوتويا، الذين تعرضوا لأحد هجومي الجمعة الماضي، كانوا قد ناقشوا يوم الأربعاء؛ أي قبل يومين من وقوع المجزرة، إقامة الدولة الفلسطينية ودعوا إلى مقاطعة "إسرائيل". وأورد موقع "بوليتاليسك" النرويجي أن الشبيبة التقوا وزير الخارجية النرويجي يوهانس ستور، وطالبوا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ورد الأخير بالقول إن الفلسطينيين يستحقون دولة لهم، وقال: "يجب أن ينتهي الاحتلال، ويجب أن يهدم الجدار الآن". وأضاف وزير الخارجية النرويجي أمام الشبيبة في أوتويا: إن بلاده سوف تعترف بفلسطين، وأنه ينتظر الاقتراح الرسمي الذي ستقدمه السلطة الفلسطينية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. ونقل عن قائد حركة الشبيبة، أسكيل فدرسن، أن الشباب يطالبون بفرض المقاطعة الاقتصادية على "إسرائيل". وأضاف أن سياسة بلاده في الشرق الأوسط ستكون نشطة، وستطالب بالاعتراف بفلسطين. وأشار موقع "بوليتاليسك" إلى أن عدداً من الشبيبة في المكان رفعوا شعارات تطالب بمقاطعة "إسرائيل". وبحسب آخر حصيلة رسمية غير نهائية، قتل 93 شخصا على الأقل في الاعتداءين اللذين استهدف أولهما حي الوزارات في العاصمة أوسلو بسيارة مفخخة ما أسفر عن سبعة قتلى على الأقل، بينما استهدف الثاني جزيرة اوتويا القريبة حيث قتل بالرصاص 86 شخصا آخر غالبيتهم من الفتية والشباب كانوا يشاركون في مخيم صيفي لشبيبة الحزب العمالي الحاكم. وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد أدانت الهجمات التي هزت النرويج يوم الجمعة الماضي، مشيرةً إلى أن المعسكر الشبابي الذي جرى استهدافه واحد من معسكرات شبابية في النرويج تدعم القضية الفلسطينية. وقالت حماس في بيان تلقت مفكرة الإسلام نسخة منه إنها تابعت "بأسى الهجمات المريعة التي وقعت في النرويج والتي أوقعت عشرات الضحايا من المدنيين الآمنين، ونشرت الهلع وتسببت في دمار واسع". وأضاف البيان: "إننا في حركة "حماس" إذ نستنكر الجرائم البشعة فإننا نعبِّر عن تضامننا الكامل مع الشعب النرويجي، وأهالي وعائلات الضحايا في هذه اللحظة العصيبة، راجين الشفاء العاجل للجرحى". وأكدت أن "هذه الاعتداأت تظهر خطورة النزعات المتطرِّفة التي تروِّج للتحريض والكراهية ضد الإسلام، والتي استهدفت هذه المرّة مخيّمات شبابية تعبِّر ضمن أعمالها عن التضامن مع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ورفع الحصار عنه". ولفتت إلى أن "هذه الجريمة تؤكد أن حملة التحريض الصهيونية والأمريكية الظالمة والمستمرة ضد شعبنا الفلسطيني المحاصر، وضد المتضامنين معه من أحرار العالم يجب أن تتوقف وبشكل فوري لأنها توفر غطاء للتطرف الصهيوني، وتدفع نحو مثل هذه الهجمات". يذكر أن السلطات النرويجية تؤيد نقل مشروع الدولة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة كي يتم التصويت عليها في سبتمبر. وقال وزير الخارجية النرويجي يوناس جار شتوير في مؤتمر صحفي مشترك، الأسبوع الماضي، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس سندرس بعناية شديدة النص المقترح الذي سيقدمه الفلسطينيون في الأسابيع المقبلة. وأضاف ان النرويج تعتقد أن من المشروع تماما للرئيس الفلسطيني أن يلجأ للأمم المتحدة بمثل هذه المقترحات. مشيرا الي أن استمرار المفاوضات مع اسرائيل سيكون مطلوبا في كل الأحوال. وعارضت الولاياتالمتحدة واسرائيل خطط عباس التي تؤيدها الجامعة العربية والتي ترمي الي طرح مسألة اقامة دولة فلسطينية في تصويت في الاممالمتحدة. وقال عباس ان تلك الخطط ما زالت قائمة. وأضاف سنسعي للذهاب الي الاممالمتحدة في سبتمبر كي نحصل علي العضوية لدولة فلسطين.. طريقتنا هي التوجه الي مجلس الامن. واذا أخفق فسنذهب الي الجمعية العامة. وقال دبلوماسيون نرويجيون ان عضوية الاممالمتحدة ستستلزم موافقة مجلس الامن الذي تملك الولاياتالمتحدة حق النقض فيه. ولكن قرار اقامة الدولة يمكن أن يذهب مباشرة الي الجمعية العامة. وقال شتوير ان النرويج ستقرر الكيفية التي ستصوت بها بعد قراءة الاقتراح بدقة. وتابع قوله لا أعتقد أن أي فلسطيني أو غيره في مختلف أنحاء العالم تساوره شكوك بأن النرويج تدعم حق الفلسطينيين في إقامة دولة.. وسيترافق ذلك مع عملية تفاوض.. وهي عملية متوقفة حاليا. ووقع شتوير وعباس وثيقة ترفع من مستوي التمثيل الدبلوماسي لمنظمة التحرير الي مستوي السفارة. وهو ما فعلته عدة دول أوروبية. وترأس النرويج مجموعة الدول المانحة للفلسطينيين والتي أسهم بعضها في الازمة المالية التي يعانيها عباس من خلال عدم الوفاء بوعودهم بشأن التمويل. وناشد شتوير هذه الدول الوفاء بتعهداتها.