إقصائيات كأس العالم 2026 .. أسود الأطلس من أجل استعادة الفعالية الهجومية    هل يحصد الدولي المغربي إبراهيم دياز الكرة الأفريقية؟    مصرع أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 26 آخرين في حريق بفاس    ضبط شخصين متلبسين بحيازة 70 كلغ من الحشيش بالقصر الكبير    أونسا يكشف أسباب نفوق أغنام نواحي برشيد    إسبانيا تنضم رسميًا لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    "الأسود" يختتمون تحضيراتهم بالمعمورة ويتوجهون إلى أكادير لملاقاة زامبيا    أولمبياد باريس 2024 : ارتفاع أسعار السكن والإقامة    «الفيفا» يقرر استخدام تقنية الفيديو في مونديال السيدات لأقل من 20 سنة    الإسباني فرناندو هييرو مديرا رياضيا للنصر السعودي    مقتل قرابة 100 شخص بولاية الجزيرة في السودان إثر هجوم    مبيعات الإسمنت تتجاوز 5,52 مليون طن عند متم ماي    طنجة تستعد لاستقبال المصطافين بتهيئة وتجهيز الشواطئ    توقعات أحوال الطقس غدا الجمعة    أساتذة كلية العلوم بتطوان يحتجون على تردي الخدمات والمرافق بالمؤسسة    تكريم مدير المركز السينمائي عبد العزيز البوجدايني في مهرجان الداخلة    قرض ألماني بقيمة 100 مليون أورو لإعادة إعمار مناطق زلزال "الحوز"    توقيف شخص بطنجة وثلاثة بمدن أخرى موالين لتنظيم "داعش" الإرهابي للاشتباه في تورطهم في التحضير لتنفيذ مخططات إرهابية    تنسيقية ضحايا "زلزال الحوز" تردّ على المنصوري: "خطاباتكم لا تعكس حقيقة وضعنا المأساوي وغالبيتنا لم يتلقى التعويضات التي وعدت بها الحكومة"    الإعلام الجزائري.. مدرسة المدلّسين    الصناعة التحويلية .. أرباب المقاولات يتوقعون ارتفاع الإنتاج    المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين بطنجة يدين محاولات تشويه سمعة مديرة الوكالة الحضرية    أزمة القيادة العالمية ولحظة الحسم..    أمسية شعرية تسلط الضوء على "فلسطين" في شعر الراحل علال الفاسي    هشام جعيط وقضايا الهوية والحداثة والكونية...    ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة    الصحة العالمية: تسجيل أول وفاة بفيروس إنفلونزا الطيور من نوع A(H5N2) في المكسيك    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم ليوم الخميس    عموتة يحسم الجدل بخصوص عودته لتدريب الوداد الرياضي    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع    مجددا.. إسرائيل تقصف مدرسة بغزة تأوي اللاجئين ووسائل إعلام تعلن مقتل 27 فلسطيني    الأمن يوقف مهدد خطف نجل بودريقة    مقتل 37 شخصا في قصف مدرسة بغزة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس حفل تخرج الفوج 24 للسلك العالي للدفاع والفوج 58 لسلك الأركان بالقنيطرة    اليونيسف: 90% من أطفال غزة يفتقرون إلى الغذاء اللازم للنمو السليم    الممثلة حليمة البحراوي تستحضر تجربة قيادتها لأول سربة نسوية ل"التبوريدة" بالمغرب    هزة أرضية ترعب ساكنة إقليم الحسيمة    تقصي الحقائق: صور الأقمار الصناعية تظهر اختفاء آلاف خيم اللاجئين في رفح    ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء: الدعوة إلى جعل المواطن في صلب عملية تنمية المدن    نور الدين مفتاح يكتب: آش غادي نكملوا؟    معرض يقدم شهادة على العصر من خلال أرشيف الراحل عبد الواحد الراضي    الملف المعقد يهدد بنسف التقارب الإسباني المغربي    العقبة التي تعرقل انتقال نجم المنتخب المغربي إلى الأهلي المصري    "طاكسي بيض 2".. الخياري ينبش عالم المخدرات في عمل كوميدي مليئ ب "الأكشن"    "التسمين" وراء نفوق عشرات الخرفان المعدة لعيد الأضحى بإقليم برشيد    طبيب مغربي يبتكر "لعبة الفتح" لتخليص الأطفال من إدمان الشاشات    انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة    حكومة الاحتلال واعتبار (الأونروا) منظمة إرهابية    المخرج عزيز السالمي يترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الرباط كوميدي    تسلل الغش إلى أوزان البوطاغاز!    قوافل الحجاج المغاربة تغادر المدينة المنورة    مبادرة بوزان تحتفي بزي "الحايك" الأصيل    علماء أمريكيون يقتربون من تطوير لقاح مركب ضد جميع فيروسات الإنفلونزا    خبراء: حساسية الطعام من أكثر الحالات الصحية شيوعا وخطورة في زمن تنوع الاطعمة    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (15)    السعودية تحذر من درجات حرارة "أعلى من المعدل الطبيعي" خلال موسم الحج    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاختلاط في المدارس بين الحداثة العربية والليبرالية الغربية
نشر في العمق المغربي يوم 13 - 02 - 2017

كلما صدحت حناجر وعلت أصوات بالحديث عن الاختلاط في الدارس وما يترتب عنه من مظاهر غير مساعدة للتحصيل العلمي في تعليمنا العربي، إلا وصدحت حناجر وعلت أصوات أخرى باسم الحداثة والتقدم ومسايرة العصر، لرمي الفئة الأولى بالتزمت والظلامية والانحطاط.
إن الفئة الأولى اعتمدت فيما ذهبت إليه على مبررات منها تصفية أذهان الشباب والشابات من أجل الابتعاد عن كل ما يلهي عن الجدية والمسؤولية في البحث والتحصيل، ومساعدة اليافعين على تخطي مرحلة المراهقة بسلام وبتوازن نفسي وعقلي وروحي يتجانس مع شرف العلم وسلوك طريقه. والفئة الثانية اعتمدت مقاربة حداثية تعمل من خلال دعوتها إلى تحرير الجسد وحرية العلاقة بين الجنسين، و تطرف البعض إلى أبعد من ذلك فقام من خلال حملات تعبوية إلى توزيع العازل الطبي في الثانويات، وتقديم إرشادات في كيفية تجنب السيدا والزهري والسيلان.
فإذا كان هذا معمولا به في دولنا العربية التي تنص دساتيرها على إسلامية دولها، فماذا سنقول عن دول غربية هي أم الحداثة ومتفوقة علينا نحن العرب علميا وتعليميا؟ وماذا سيكون موقف الحداثيين العرب إذا علموا أن الغرب يعمل على محاربة الاختلاط في مدارسه؟ هل سيعتبرون ذاك حداثة؟ أم أنهم سيعتبرون الغرب قد حاد عن خياره الحداثي وتنكر للحداثة وارتد عنها؟
خبراء ومختصون في بريطانيا قاموا بأبحاث أثبتوا من خلالها أن مدارس البنات تحقق نتائج أفضل من المدارس المختلطة بصورة ثابتة ومستمرة، وأن نتائج المدارس المختلطة عموما أدنى بكثير من المدارس غير المختلطة، مع تسجيل أن نتائج مدارس البنات كانت أعلى من نتائج مدارس الذكور.
وجاء في الدراسة التي أعدها مفتشون تربويون أنهم بعد أن أخذوا الظروف الاجتماعية والاقتصادية بعين الاعتبار، وجدوا أن مدارس البنات تتمتع بمستوى أفضل من ناحية الكفاءة والمزاج ونوعية التعليم .
وقد شملت الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في بريطانيا، أكثر من خمسة آلاف دراسة تفتيشية للمدارس البريطانية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، واعتبرها الخبراء أقوى دليل، حتى الآن، على تفوق البنات في الأداء الأكاديمي على البنين بشكل ثابت ومستمر حين يتلقين تعليمهن في مدارس غير مختلطة.
واستنتجت الدراسة أنه في المناطق الفقيرة المحرومة من الخدمات الاجتماعية حققت مدارس البنات في امتحان الثانوية العامة نتائج أفضل بنسبة 21% من مدارس البنين، ونتائج أفضل بنسبة 30% من المدارس المختلطة.
في حين كانت نتائج البنات في المناطق ذات المستوى الاقتصادي المرتفع، أعلى بنسبة 5% من مدارس البنين وبنسبة 27% من المدارس المختلطة.
وفي أمريكا، دعت الجهات المختصة إلى عدم اعتماد الاختلاط في التعليم، وهي موقنة أنه سيحقق الأفضل للشباب الأمريكي المتمدرس. والذي يؤيد هذا التوجه يرى أن هذا القرار سيؤثر إيجاباً في مستوى التعليم. وكما جاء في الصحيفة الرسمية الأمريكية أن الوزير المختص ينوي اقتراح تعديلات للتنظيمات المطبقة تهدف إلى توفير هامش مبادرة أوسع للمدراء من أجل إقامة صفوف ومدارس غير مختلطة. ومن أهم أهداف هذا القرار كما يرونه هو توفير وسائل جديدة أفضل لمساعدة التلاميذ على الانكباب على الدراسة، وتحقيق نتائج أفضل.
ومن الذين احتجوا على هذا القرار البروفيسور بيتر كوزنيك الاختصاصي في تاريخ الحياة الجنسية في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يرى أن: هذا المشروع القاضي بالفصل بين الذكور والإناث لن يخمد الرغبة الجنسية. وكأني به ينظر إلى القرار من زاوية تخصصه في إشاعة الممارسات الجنسية بين الجنسين. بينما يرى خبراء آخرون أن ما تدعو إليه الإدارة الأمريكية سينعكس إيجاباً على التلاميذ، ومنهم البروفيسور إميليو فيانو وهو رجل قانون متخصص في النظام التربوي في أمريكا وأكد أن عدداً من الدراسات التي أجريت بإسهام من الطلاب والطالبات أثبتت أنه في بعض مراحل النمو ينجز الفتيان والفتيات دراستهم بطريقة أفضل حين لا يكونون مختلطين. وأكدت هذه النظرة الجمعية الوطنية لتشجيع التعليم العام غير المختلط عن طريق استعراض نتائج دراسة أجرتها جامعة ميتشجان في بعض المدارس الكاثوليكية الخاصة المختلطة وغير المختلطة مشيرة إلى أن الفتيان في المدارس غير المختلطة كانوا أفضل مستوى في القراءة والكتابة والرياضيات كما أن الفتيات في المدارس غير المختلطة حققن نتائج أفضل من تلميذات المدارس المختلطة في العلوم والقراء.
ونحن نقول: في الوقت الذي لا يتوقف خبراء ومفكرو الغرب في التفكير وإجراء البحوث تلو البحوث من أجل ضمان مستقبل تعليمي مواكب، ومتميز من شأنه أن يحقق مستقبلا قويا ومضمونا في حراك عالمي يعج بالمنافسة والتنافسية، لازلنا نحن نتساءل أين ذهبت 33 مليار درهم التي ضاعت هباء منثورا على برنامج مضحك اسمه يدل عليه "استعجالي".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.