وقفة مع البيت الداخلي لحزب الحمامة!!

لم يعرِّف الساسة المغاربة حزب التجمع الوطني للأحرار بأكثر من تعريف بسيط يختزلونه في « حزب اداري » مستندين في ذلك الى ظروف تأسيسه وأدواره السياسية في مختلف محطات الحياة التدبيرية للحكومات السابقة.
ولن نخوض في تفاصيل الأحداث والمسارات المرتبطة بهذا الكائن السياسي، لكننا سنقف في حدود اليوم أمام محرك البحث جوجل كاتبين « حزب التجمع الوطني للأحرار » حيث تتصدر مقالات وأشرطة تتأرجح عناوينها بين « شاهد معركة التجمعيين بمدينة كذا » و » التجمعيون بمدينة يرفضون … »و » حرب المواقع تندلع بين مناضلي التجمع … » وغيرها من العناوين التي تنشر في الشهرين الأخيرين بعد تولي أخنوش رئاسة هذا الحزب.
وان كانت هاته العنوانين تساق بشكل مغرض او موضوعي – وهذا لا يهمنا- لكن تعطي إشارات جديدة لدينامية « الحزب الاداري » الدي لم يعرف للديمقراطية عنوان الا في مرحلته الاخيرة، في الوقت الذي كانت ظاهرة « قلب الطاولات » في الجموع العامة والشعارات حكرا على الصنف اليساري المغربي رحمة الله عليه.
وان كانت الصحفيون « السحرة » الذين يقصدون من وراء عناوينهم « مَس الجن » السياسي لحزب الحمامة، ومحاولة الايقاع بينه وبين مناضليه ومنخرطيه، بيدا أن سحرهم اليوم سينقلب على الساحر، وذلك بتأمل بسيط يكشف أن الصراع الداخلي للحمامة – بحسب زعمهم- لمؤشر مطمئن لتخلي الحزب عن عقدة « الاملاءات التي تطبع ما يسمى بالأحزاب الإدارية » وليضفي نوعا من « الحس الديمقراطي » المبني على احترام التنافس على المواقع والدفاع عن أسس الديمقراطية الحقة وترسيخها في صفوف شبيبته ونساءه بل واطفاله، هذا في الوقت الذي أتاح حزب الحمامة مؤتمراته في وجه الاعلام بمختلف تلاوينه دون قيد او شرط في اشارة إيجابية لحسن التعامل مع « صاحبة الجلالة ».
وما كتبته العديد من المنابر الوطنية عقب لقاء أخنوش بأكادير، ليبصم بالملموس أن الارث السلبي والطموح الذاتي وكل الشعارات التي يسوقها المنتقدون لحزب الحمامة سيظل من طينة الماضي، وان الحمامة اليوم ستقطف الأسس البنيوية للعمل الحزبي وسترخي ممارسة حزبية مطمئنة تحترم ذكاء المغاربة ومستقبلهم الوطني.
وسيبقى المنتقدون من باقي الاحزاب السياسية خائفون ومذعورون من دخول الصحافة لمقراتهم وجموعهم العامة محليا وجهويا بل ووطنيا، حتى يرسخون دعائم نظرية « الشيخ والمريد » ونيكسون حرية الانتقاد والتنافس والمبادرة التي يطبلون بها كتائبهم الالكترونية للأحزاب الاخرى ..