تحولت الحملات المعلنة من قبل الحركات الإسلامية، خاصة الإخوان المسلمين، وامتدادهم الحزبي بالدول العربية، ضد ''التطبيع'' وضد كل الدول العربية المعلنة لتطبيعها العلاقات مع إسرائيل التي تصفها ب'الكيان الصهيوني'، إلى ''تطبيل'' للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يعد رمزا من رموز الحركات الإسلامية، بعد استقباله لرئيس دول إسرائيل، إسحق هرتسوغ بالأحضان في قلب العاصمة أنقرة.. لتختفي في لحظة شعارات "التطبيع خيانة" و"الموت لإسرائيل". وتأتي هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإسرائيلي، لأنقرة، في سياق الحملات الممنهجة ضد الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع تل أبيب، وخروج المئات من مناهضي التطبيع إلى الشوارع رافعين لافتات وشعارات تندد بالخطوة، معتبرين ذلك خيانة لدولة فلسطين وشعبها. وتعتبر التنظيمات الاسلامية، خاصة الإخوان المسلمين والامتداد السياسي والفكري لها بالدول العربية بما فيها المغرب، من أكبر مناهضي التطبيع، لتتحول في وقت قياسي إلى أكبر مطبل ل ''تطبيع تركيا لعلاقتها مع إسرائيل'' وتصويره على أنه إنجاز عظيم يحسب للرئيس التركي، طيب رجب أردوغان. وتميزت العلاقات الإسرائيلية التركية، بكونها متدبدبة على مر التاريخ، تُوِّجَت بزيارة تاريخية لإسحاق هرتسوغ لأنقرة، بعد تصدع دام حوالي عقد من الزمن، بسبب ''فلسطين''، خاصة بعد مقتل 10 مدنيين أتراك، في غارة إسرائيلية على سفن مساعدات متوجهة إلى غزة، ليعود الطرفان لتوقيع اتفاق مصالحة سنة 2016، وإعادة سفيرا البلدين، قبل أن تنهار الإتفاقية بسبب احتجاج أنقرة على استخدام القمع ضد احتجاجات الفلسطينيين في ''مسيرات العودة''. وفي سياق متصل، اعتبر متابعون، سياسة أردوغان ''الزعيم الروحي والسياسي للحركات الإسلامية'' في المنطقة العربية، برغماتية بإمتياز، ولا تهمه سوى المصالح الخاصة لتركيا، وإعلانه في وقت سابق مناهضة التطبيع، مجرد شعارات يسعى من خلالها لحشد المواطنين إلى صناديق الإقتراع، وهو ما دأبت عليه الحركات الاسلامية بكافة الدول العربية التي لا زالت تستمر منذ وقت ليس ببعيد تلعب على عاطفة الشعوب من خلال القضية الفلسطينية. وتعليقا على زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا، قال إدريس قسيم، الباحث في العلاقات الدولية، إن مؤشرات تحسن العلاقات التركية الإسرائيلية بدأ منذ شهور من خلال تصريحات الجانبين بضرورة إعادة الدفء لهذه العلاقات، أضف إلى ذلك أن التعاون التجاري والاستخباراتي الذي لم يتوقف بالرغم من توتر هذه العلاقات خلال السنوات الأخيرة''. وأضاف الباحث، في تصريحه ل''القناة'' أن ''السياسة الخارجية التركية تتسم بالكثير من الواقعية والبراغماتية بما يجعلها غير مستعدة للتضحية بالمستويات المتقدمة من التنسيق والتعاون والتراكم الذي تحقق على شتى المستويات'' مؤكدا على أنه ''لا يمكن أن نعزل هذه الخطوة عن عملية إعادة ترتيب رهانات وأولويات الدبلوماسية التركية للمرحلة المقبلة، وهو ما تجلى من خلال تحسن العلاقات التركية المصرية والعلاقات التركية الإماراتية''. مبرزا في ذات السياق، أنه بالنسبة لدولة مثل تركيا عضو في حلف الناتو وحليف استراتيجي للولايات المتحدةالأمريكية وفاعل رئيسي في الترتيبات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية الإقليمية، لا يمكنها أن تغامر وتقامر بمصالحها القومية والحيوية طويلة الأمد وأن تضع بيضها كله في سلة واحدة.