افتتحت أمس الجمعة، الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، تحت شعار "فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد"، التي تحتضنها مدينة الجديدة إلى غاية 21 ماي الجاري. وتزامت هذه الدورة مع تخليد الذكرى ال69 لتأسيس جهاز الأمن الوطني، كما شهدت حضور وازن لكبار المسؤولين الأمنيين من المغرب والخارج، وشخصيات مدنية وعسكرية وإعلامية، في احتفالية تؤرخ لمسار أمني مغربي بات محط إشادة دولية. ضيوف من العيار الثقيل.. حضور عربي ودولي يعكس الثقة في النموذج المغربي واحتضن فضاء المعارض محمد السادس بالجديدة هذا الحفل الذي تميز بحضور الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان، ورئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، أحمد ناصر الريسي، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، إلى جانب مسؤولين سامين في أجهزة الشرطة والاستخبارات بعدد من الدول الشقيقة، على رأسها إسبانيا، فرنسا، السعودية، والإمارات. كما شهد الحفل مشاركة ممثلي المؤسسات العمومية والخاصة، والإعلام الوطني، فضلاً عن حضور مؤثر لمتقاعدي المؤسسة الأمنية الذين قدّموا خدمات جليلة خلال مسيرتهم المهنية. كلمة رسمية واستعراض أمني وتقني متطور يربط الماضي بالمستقبل وفي كلمة افتتاحية ألقاها عميد الشرطة الإقليمي رضا اشبوح، تم التأكيد على دلالات الاحتفال بالذكرى 69 لتأسيس الأمن الوطني، باعتبارها مناسبة لتعزيز جسور الثقة والانفتاح مع المواطنين، وتجسيداً للبعد المواطني لمؤسسة الأمن. وشهد الحفل استعراضاً مهيباً للوحدات الأمنية المتخصصة، من الهيئة الحضرية إلى فرق مكافحة العصابات، مروراً بالقوات الخاصة، وفرق التدخل السريع، التي عرضت معداتها المتطورة وآلياتها الحديثة، بما في ذلك وحدات تفكيك المتفجرات ومركبات القيادة المتنقلة. الهوية الأمازيغية حاضرة في عربات الشرطة لأول مرة ولأول مرة في تاريخ الاستعراض السنوي، تم تقديم الهوية البصرية الجديدة لأسطول سيارات الشرطة، التي تضمنت اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية والفرنسية، في خطوة تعكس التزام المديرية العامة للأمن الوطني بتكريس التعدد الثقافي واللغوي للمملكة، من خلال شراكة مع الوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة. الدورية الذكية "أمان".. المغرب يدخل زمن الذكاء الاصطناعي الأمني ومن أبرز فقرات الحفل، تقديم النموذج الأول من الدورية الذكية "أمان"، التي تم تطويرها بالكامل بكفاءات مغربية داخل المديرية العامة للأمن الوطني. وقد تم تزويد هذه الدورية بكاميرات مراقبة شاملة، وتطبيقات متطورة للتعرف على الوجوه ولوحات ترقيم السيارات، مما يعزز دورها في الكشف الاستباقي ومراقبة الشارع العام، بتنسيق مباشر مع قاعات القيادة الميدانية. هذه المركبة الذكية تمثل قفزة نوعية في العمل الشرطي، وتُنتظر عملية تعميمها على مختلف جهات المملكة، خصوصاً مع اقتراب تنظيم فعاليات كبرى مثل كأس إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030. وسام عربي لحموشي.. تكريم لقيادة أمنية استثنائية وعرف الحفل توشيح المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى، إضافة إلى الدرع الخاص به، تكريماً لدوره في تعزيز العمل الأمني العربي المشترك، وجهوده في حفظ الأمن والاستقرار على المستويين الوطني والإقليمي. عروض سمعية وبصرية ومحاكاة ميدانية كما تم عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي توثق لتحولات العمل الأمني المغربي، من تطور الدوريات إلى تطور البطاقة الوطنية للتعريف، إضافة إلى محاكاة ميدانية لتدخلات تفكيك خلايا إرهابية، واستعراض لتقدم الأشغال في المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني. وفي ختام الحفل، تم توشيح عدد من موظفي الأمن، اعترافاً بعطائهم الميداني، قبل أن تُضاء سماء الجديدة ب600 طائرة درون، رسمت لوحات ضوئية تحاكي رموز السيادة الوطنية، وتوجت ليلة استثنائية ترسخ صورة الأمن الوطني كقوة مواطِنة، حديثة، ومتجذرة في عمق المجتمع المغربي.