عمت حالة انزعاج كبيرة في أوساط سكان مدينة طنجة، بداية الأسبوع الجاري، نتيجة انبعاث روائح كريهة في أجواء مختلف مناطق المدينة، مصدرها من مطرح النفايات في منطقة مغوغة. واشتكى سكان مناطق وأحياء مختلفة، خصوصا امغوغة، البلاصة طورو، سيدي ادريس، العوامة، وأحياء وسط المدينة، انبعاث روائح أزبال كريهة منبعثة، في الوقت الذي ضجت صفحات التواصل الاجتماعي، بتدوينات متزامنة لنشطاء تتحدث هي الأخرى عن انبعاث روائح وصفت بأنها « بشعة » تعتلي أجواء مدينة طنجة، مصدرها مطرح النفايات بمنطقة مغوغة. وتباينت ردود فعل أصحاب التدوينات بين السخرية من هذا الوضع الذي يعاكس رهانات مدينة تعيش موسما صيفيا تنشط فيه الحركة السياحية، وبين السخط من الإستهتار مسؤولي المدينة بصحة المواطنين، في الوقت الذي تناقلت عدد من الجهات الاتهامات للمؤسسات المنتخبة والعمومية لتحديد المسؤوليات حول هذه الواقعة التي تتواصل لأزيد من أسبوع. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يمتد تأثير مطرح النفايات البلدي الذي تجمع كافة فعاليات المدينة أنه يمثل مشكلة بيئية كبيرة إلى كافة أرجاء طنجة، بهذا الشكل، حسب رأي العديد من النشطاء ومستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي. من جهته، تابع مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، ما تشهده مدينة طنجة في الأسابيع الأخيرة من انبعاث للدخان من المطرح العمومي بمغوغة وما صاحبها من تصاعد رائحة كريهة عمت أرجاء العديد من الأحياء السكنية بطنجة، و أحالت حياة الساكنة المجاورة الى أرق حقيقي.
وأكد المرصد البيئي في بلاغ صحفي له أن المعطيات الأولية تبين أن انبعاث الروائح مرتبط بأعمال إعادة تأهيل بعض المناطق داخل المطرح، مشددا على على ضرورة مراعاة أشغال التهيئة لمقتضيات احترام المعايير البيئية ذات الصِّلة و الحرص على سلامة و صحة الساكنة المحلية مسجلا في الوقت ذاته تضامنه المطلق مع ساكنة طنجة و لاسيما بمقاطعة مغوغة في مطالبها برفع هذا الضرر والخطر البيئي و الصحي.
ودعا المرصد جماعة طنجة بالخروج عن صمتها و التواصل مع الرأي العام من أجل توضيح المعطيات وتقديم المعلومات والشروحات الوافية بخصوص هذه الظاهرة، معبرا عن تقديره للمجهودات التي تقوم بها الجهات المعنية وعلى رأسها جماعة طنجة من أجل إعادة تأهيل مطرح مغوغة، والتزامها بتحويله إلى منطقة خضراء تستجيب لحاجيات الساكنة المتضررة، مع دعوته الى ضرورة التعجيل بغلق مطرح مغوغة، لكن دون أن يكون ذلك مسوغا للهرولة نحو إعادة إنتاج نفس الكارثة بالموقع الجديد.
وجدد المرصد البيئي دعوته لمجموعة جماعة البوغاز بضرورة إخراج المطرح الجديد في أقرب الآجال ووفق دفتر تحملات واضح ومعلن و شفاف يرعي التزامات المغرب وتعهداته الوطنية و الدولية، وعلى رأسها حق الساكنة في بيئة سليمة وحماية المجال الطبيعي المجاور للمطرح الجديد.