الأمل والاطمئنان بادرة إنسانية أقدمت عليها الوزارة المكلفة بالشؤون الاجتماعية عندما أعلن الوزير نزار بركة عن خلق إطار قانوني لمهنيي القطاع غير المهيكل يتيح لهم الاستفادة من الامتيازات التي تحظى بها التعاونيات ويمتعهم بالتغطية الصحية والاجتماعية. والحقيقة أن هؤلاء المهنيين يعتمدون في معيشتهم على رزق يوم بيوم ويوم يسقط أحدهم مريضا أو ميتا تصبح عائلته مهددة بالجوع والإفراغ من السكن مما تضطر معه الزوجات للخروج بحثا عن عمل أو ينقطع أحد الأبناء عن الدراسة ليعوض والده وإعالة أمه وأشقائه. وإذا كانت المهن غير المهيكلة انقذت العديد من المواطنين من يأس البطالة ووفرت لهم فرصا للشغل وفتحت لهم نوافذ الأمل فالأكيد أن هذه الإلتفاتة ستمنحهم الأمان للاطمئنان على مستقبلهم من غدر الأيام. دوريات الأمن والرشاوى أوفدت إدارة الأمن الوطني لجنة لمراقبة عمل دوريات الأمن بالدارالبيضاء فلاحظت خروقات لبعض رجال أمن هذه الدوريات من بينها وقوفهم أمام الحانات ومقاهي الشيشة ليتسلموا رشاوى من أصحابها، وهناك خروقات كثيرة ربما لم يكتشفها رجال المراقبة كاعتراض طريق شاب وفتاة أو توقيف سكير أو سائق يعاقر الخمر داخل سيارته أو صاحب دراجة نارية «ما عندها ضو» وغالبا ما تقصد هذه الدوريات الحدائق والأماكن المظلمة حيث يوجد عصافير وعصفورات يتناجيان ثم يهددون الجميع باقتيادهم الى الكوميسارية ولا يطلقون سراحهم إلا مقابل قدر مالي قد يكون عشرة دراهم. وفي الدارالبيضاء يوجد 5800 شرطي أكثرهم يتحلون بالخصال الحميدة ويتعاملون مع المواطنين في حدود القانون ويتعففون عن مد أياديهم للمال الحرام وكثير منهم وجدوا في المغادرة الطوعية فرصة لا للهروب من وظيفة الأمن النبيلة ولكن للتخلص من السمعة السيئة لبعض رجال الأمن الذين شوهوا صورة الشرطي في عيون المواطنين. اللعنة تطارد الشواذ رغم أن استفحال ظاهرة الشواذ ببلادنا أثارت غضب الشارع المغربي واستنفرت رجال الأمن لملاحقتهم بعد أن وصلت بهم الوقاحة إلى إعطاء استجوابات لبعض الصحف المستقلة ووصلت بهم السفالة لإشهار صورهم ووصلت بهم قلة الحياء للإعلان عن تنظيم مهرجان لهم. إلا أن هناك ظاهرة أخرى لصيقة لسلوكاتهم تتجلى في مقتلهم على أيدي شواذ مثلهم كما حدث في البيضاء وفي سلا وفي الجديدة وفي مراكش وفي أكادير وفي طنجة. والظاهر أن اللعنة تطاردهم .