* العلم: الرباط كشف تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، يوم الأربعاء المنصرم، "الأطلس المجالي الترابي للفوارق في التربية"، تفاوتات صارخة في الولوج للتعليم بين مناطق المغرب، حيث إن متوسط سنوات تمدرس البالغين من العمر 15 سنة فأكثر لم تتجاوز في سنة 2014 خمس سنوات وستة أشهر على الصعيد الوطني، أي أقل من السنوات الست التي تستغرقها الدراسة في السلك الابتدائي، موضحا أن المغرب احتل بذلك الرتبة 136 من بين 175 بلدا عبر العالم، عازيا هذا الأداء أساسا إلى تأثير ظاهرة الأمية على الرأسمال البشري، رغم تقلص نسبتها خلال العشرية الأخيرة، وعدم الارتقاء بالتعليم الثانوي التأهيلي والعالي. وقالت رحمة بورقية مديرة الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس في ندوة صحفية بمقره إن هذه الدراسة تشكل آلية من آليات تتبع مؤشرات الإنصاف في الولوج إلى التربية في أفق سنة 2030، حيث ستساهم بحسب المسؤولة في محلس عزيمان في "توجيه السياسات التربوية للحدّ من الفوارق في مجال التربية". وأبرز نفس التقرير، أن نسبة الساكنة البالغة 15 سنة فما أكثر، والبالغة مستوى التعليم العالي بقيت ضعيفة نسبيا، حيث ناهزت نسبتها سنة 2014 5ر8 في المائة، مقارنة مع القيمة المسجلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويقارب التقرير التفاوت في المجال التربوي من خلال مؤشرين يتجاوزان المؤشرات النسقية المعتادة، يتمثل الأول في متوسط سنوات التمدرس، والثاني في مؤشر "جيني" للتربية، الذي يقيم مستوى اللامساواة في توزيع الساكنة المعنية من حيث المستوى التعليمي الأعلى المحصل عليه، مع الإشارة إلى أن القيمة القريبة من 1 لهذا المؤشر تحيل على أقصى مستوى اللامساواة. وحسب التقرير، فإنه إذا تم تصنيف الجهات الإثني عشر ضمن الترتيب الدولي لسنة 2014، فإن جهة العيون-الساقية الحمراء (وهي الأولى وطنيا) تحتل المرتبة 117 في الترتيب العالمي حسب متوسط سنوات التمدرس، والمرتبة 134 حسب مؤشر "جيني" للتربية، كما ستحتل جهة مراكشآسفي، وهي آخر جهة في الترتيب الوطني، المرتبة 151 على الصعيد الدولي حسب متوسط سنوات التمدرس، والمرتبة 153 حسب مؤشر "جيني" للتربية. وبخصوص مؤشر "جيني" للتربية، سجلت جهتا مراكش-آسفي وبني ملال-خنيفرة معدلا أعلى من المعدل الوطني، حيث وصلت النسبة بهما على التوالي إلى 58ر0 في المائة و 57ر0 في المائة. كما أن هاتين الجهتين هما الوحيدتان اللتان عرفتا تسجيل متوسط سنوات التمدرس يقل عن خمس سنوات. في مقابل ذلك، يضيف التقرير، سجلت جهات العيون-الساقية الحمراء، والداخلة -وادي الذهب، والدار البيضاء-سطات، والرباط-سلا-القنيطرة، على التوالي، أدنى مستويات اللامساواة (أقل من 50ر0 في المائة) وأعلى مستويات سنوات التمدرس (أكثر من 6 سنوات). وسجل التقرير أنه على عكس التقطيع الترابي السابق، فإنه يبدو أن التقطيع الجديد يساهم في تقليص الفوارق بين الجهات، ذلك أن الانحراف المعياري لمعدل سنوات التمدرس انتقل من 14ر1 في الجهات الست عشرة القديمة، إلى 73ر0 في المائة في الجهات الإثني عشرة الجديدة، مضيفا أن هذا التقارب بين الجهات يتأكد أيضا في التقطيع من حيث اللامساواة في التربية.
