سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرغبة التطوعية للمشرفين على الجمعيات صمام أمان وضامن لاستمرار العمل الجمعوي ثلاث أسئلة الى أحمد حواث الكاتب العام لجمعية دعم التأهيل المجتمعي لجهة الشاوية ورديغة
س: لماذا جمعية لدعم التأهيل المجتمعي بجهة الشاوية ورديغة؟ شهد إقليمسطات المنتمي جغرافيا لمنطقة الشاوية المترامي الأطراف تطورا ديمغرافيا وعمرانيا ملحوظا خصوصا خلال العقدين الأخيرين، هذا التطور مع الأسف لم تواكبه بعض الميادين ولم تشمله تغييرات في التجهيزات الأساسية الاقتصادية منها والاجتماعية، وسارت عجلة التنمية به ببطء مما جعل طموحات وحاجيات سكانه تزداد ، وبما أن الطبيعة لاتقبل الفراغ كما يقال فإن المجتمع المدني كان لزاما عليه أن يتحرك لتدبير شأنه بنفسه، ويصلح أي اختلال او نقص في كل المجالات، لتتولد لدينا رغبة جامحة يحدونا معها أمل كبير بتحقيق كل ماعجز عن تحقيقه السابقون من المسؤولين، وبعد تشاور مضني، ودراسة متأنية ميدانية، وبقدر أهل العزم جاءت عزيمتنا، كتبت شهادة ميلاد جمعيتنا سنة 1996 التي أطلق عليها اسم جمعية دعم التأهيل المجتمعي التي أسندت لي مهمة كاتبها العام، لتتعبد أمامنا الطريق لحمل هموم هذه الشريحة من المجتمع المتمثلة في تأهيل الأشخاص المعاقين وتطوير قدراتهم الفكرية والمعرفية وتفتيق مهاراتهم الإبداعية بسن مقاربة تشاركية بين مكونات المجتمع المحلي بمن فيهم السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والمصالح لخارجية، وأسر الأشخاص المعاقين، حيث تحتضن الجمعية كذلك برنامجا وطنيا طموحا تشرف على تتبعه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وتسهر على تنفيذه جمعيتنا ويتوزع على مجالين أساسيين: الوقاية والتحسيس وتروم توعية وتحسيس اسر الأطفال المعاقين بنوعية الإعاقة والتعريف، بأسبابها وكيفية التعامل مع أبنائهم بطرق علمية حديثة وأساليب متطورة، وفي نفس الوقت تنظيم لقاءات بالمدارس، للتعرف بالاعاقات من أجل، تدخل الأسر المعنية في سن مبكر. التربية والتكوين: وقد تم في هذا المجال الذي يعتبر ركنا أساسيا من ضمن أهدافنا إبرام عقد شراكة مابيننا وبين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالشاوية ورديغة التي حملت على نفسها تقديم الدعم اللوجيستيكي والبيداغوجي لأقسام الإدماج المدرسي وفق برامج هادفة ومنتظمة تعنى بتلقين المعاقين مباديء القراءة والكتابة والتحصيل. ويبقى الشق المتعلق بالاهتمام بالإعاقة البدنية أو الجسمانية حاضرا ضمن اهتمامات الجمعية وهاجسها الأول ولذلك تم إبرام عقد شراكة مع مندوبية الصحة بسطات لنتمكن من خلالها إحداث ثلاثة مراكز للترويض الطبي بكل من مستشفى الحسن الثاني بسطات ومستشفى الرازي ببرشيد ومركز التأهيل بمدينة الكارة حيث بلغ عدد المستفيدين هذه السنة من هذه العملية 200 شخص من سطات و 130 من برشيد و 70 من بلدية الكارة ونواحيها. ويبقى طموحنا أكبر لمضاعفة هذا العدد خلال السنوات القليلة المقبلة. س: هل من عراقيل تحول دون تعميق مجالات تدخلكم وبلورة أهداف أخرى؟ ج: لايختلف إثنان بأن أي عمل جمعوي ذو بعد انساني أو اجتماعي لابد وأن تعترض مساره بعض العراقيل والمعيقات، لكن طالما أن الرغبة التطوعية هي التي تحكم المشرفين على الجمعيات فإن ذلك سيبقى حتما صمام أمان وضامن استمرارية أي جمعية ، ومن خلال مباشرتي لنشاطي داخل هذه الجمعية وإشرافي على مهمتي كمسير لمركز التأهيل الخاص بالمعاقين فإن نوعية المشاكل تختلف وتتنوع ويبقى العائق المادي هو حجرة العثرة أمام جمعيتنا التي تسعى لتوسيع نطاق عملها وآفاق اشغالها، والسبب في ذلك عدم انفتاح مجموعة من القطاعات على جمعيتنا رغم مدنا لجسور التواصل معها وعدم انخراط جهات أخرى بشكل إيجابي وفعال مع برامجنا التي نصبو من خلالها تعميم الاستفادة لتشمل جزءا أكبر من هذه الشريحة أما دعم المجالس المنتخبة فإنه لايرقى الى تلبية حاجة المركز، وهذا ما أثر على مركز التأهيل ببلدية الكارة الذي توقف عن العمل منذ سنة رغم كونه يتوفر على تجهيزات مهمة إلا أنه لايتوفر على اخصائي في الترويض الحركي وننتهز الفرصة لنوجه نداء حارا عبر جريدتكم إلى وزارة الصحة لتغطية هذا الخصاص حتى يؤدي هذا المركز دوره ويستعيد حيويته ونشاطه. س: حسب تجربتكم كيف السبيل لتجاوز كل هذه العوائق؟ ج: من خصوصيات هذا المركز أن كافة الخدمات المقدمة والأنشطة تؤدى بالمجان، مما يجعل الموارد المالية والمادية جد هزيلة، إذا ما استثنينا دعم وزار التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في إطار دعم التمدرس والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويلاحظ أن ميزانية التسيير لا تتماشى مع حاجيات المركز الملحة، حتى نقربكم من الصورة فإن مايزيد عن 80 في المائة من هذه المداخيل ترصد لأجور الأطر العاملة بالمركز والتغطية الاجتماعية والصحية لها، لذا وأمام هذا العجز المادي يبقى لزاما علينا أن نلتمس من وزارة الصحة ضرورة دعم المركز باطر طبية وشبه طبية للتخفيف من النفقات المترتبة عن أداءات الجمعية المباشرة للأطقم العاملة حاليا، وكذلك لاتفوتنا المناسبة لمناشدة أريحية المجالس الجهوية والإقليمية والبلدية ومختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين بأن يجودوا بدعم مالي وضخه في صندوق هذا المركز كرصيد سيمكن من تحسين خدماته الإنسانية، وضمان جودة فعلية، وتحقيقا لإدماج اجتماعي فعال لشريحة مهمة من المجتمع والتي تنشد الاستقرار الاجتماعي والنفسي وتطمح لإبراز ذاتها وتطوير نمط عيشها والظفر بحياة كريمة تنسيها إعاقتها وتخرجها من جحيم الإقصاء والتهميش والمعاناة. وفي الأخير لابد أن أتقدم نيابة عن كافة أعضاء جمعيتنا بالشكر والثناء لكل من يساندها ويدعمها ماديا ومعنويا وكل من يقوم بتشجيعها على شق مسارها الجمعوي لتحقيق اهداف غاية في النبل وأخص بالذكر التعاون الجزيل لمؤسسة محمد الخامس للتضامن وكذا السلطات المحلية بسطات التي لاتتوانى في دعم عملنا.