أيام عصيبة تنتظر أسعار المحروقات في بلادنا ارتفاع ثمن البرميل وسعر صرف الدولار والزيادة في الضريبة واستغلال شركات التوزيع تنبئ بأسعار جد مرتفعة * العلم الإلكترونية ينتظر أن تعرف أسعار المحروقات في بلادنا خصوصا أسعار البنزين والكازوال ارتفاعات مهمة ومهولة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. فلقد عرفت أسعار المحروقات في السوق العالمية ارتفاعا لم تعرفه هذه السوق طيلة السنة التي نودعها حيث وصل سعر البرميل إلى 64 دولارا ولازالت أسعاره تتجه نحو الارتفاع في السوق العالمية بسبب نقص متنام في العرض. ومما يزيد هذا الارتفاع خطورة هو الارتفاع الخاص في قيمة الدولار الذي كان قد وصل سعر صرفه إلى مايتجاوز عشرة دراهم للدولار واتجه إلى الانخفاض ليعاود الارتفاع خلال الأسابيع القليلة الماضية إذ قارب سعر صرفه 9.5 درهم للدولار الواحد. وإذا كانت السوق المغربية قد تحملت خلال السنين الماضية ارتفاعات هامة في أسعار المحروقات فلأن سعر صرف الدرهم كان منخفضا جدا إذ وصل في بعض المرات إلى سبعة دراهم للدولار، وخلال هذه الأيام تزامن ارتفاع أسعار المحروقات في الأسواق العالمية مع ارتفاع كبير لسعر صرف الدولار بما يؤشر على زيادة مهولة مرتقبة في أسعار البنزين والكازوال في السوق المغربية. يضاف إلى هذين العاملين أن الحكومة المغربية ضمنت في مشروع القانون المالي لسنة 2018 الذي تتم دراسته تحت قبة البرلمان وسيدخل حيز التطبيق بداية من اليوم الأول من يناير المقبل زيادة في الضريبة على القيمة المضافة من 10 بالمائة إلى 14 بالمائة المطبقة على استهلاك الكازوال والبنزين، وإذا ما استمر مؤشر ارتفاع أسعار المحروقات في الصعود بالأسواق العالمية فإن الأسعار ستزداد ارتفاعا في السوق المغربية بسبب الرفع من نسبة التضريب. ويجهل ما إذا كانت هذه الزيادة ستطبق على سعر الشراء من السوق العالمية أو على التسويق الذي لايتم إلا بعد مرور شهرين كاملين. يضاف إلى هذه العوامل الغموض والالتباس الذي تعرفه الأسعار التي تسوق بها شركات توزيع المحروقات في السوق المغربية، حيث تحوم شكوك كبيرة تتعلق بالتلاعب بهذه الأسعار ودليل المشككين في ذلك أن الأسعار انخفضت بشكل كبير غير ما مرة في الأسواق العالمية بيد أن هذا الانخفاض لم ينعكس على الأسعار الداخلية التي ظلت مرتفعة. بسبب كل هذه العوامل يرتقب أن تعرف أسعار الكازوال والبنزين زيادات مهولة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، خصوصا إذا واصلت الحكومة الاكتفاء بدور المتفرج على مايحدث ويجري بعد أن اعتبرت أنها تخلصت من أوجاع رأس صندوق المقاصة بعد التحرير الملغوم.