من جديد تقدم الحكومة على إعلان زيادة جديدة في أسعار المحروقات في وقت تعرف فيه أسعار هذه المواد تراجعا كبيرا في الأسواق الدولية، وحينما نتحدث في هذا الموضوع الواضح يتململ الوزير الرقاص من مكانه ويتهمنا بالجهل فيما يتعلق بتركيبة أسعار هذه المواد ومحدداتها في الأسواق العالمية. وهذه طبعا لا تعدو أن تكون جدبة من جدبات وزير يميل إلى البهلوانية. الذي يعيشه المغاربة أنهم كانوا يقتنون البنزين الممتاز ب 12 درهما والكازوال بتسعة دراهم حينما كان سعر البرميل يصل إلى 115 دولار ، الآن وقد انخفض سعر البرميل إلى أقل من 55 دولارا - أي ناهزت نسبة الانخفاض 60 بالمائة - فإن انخفاض أسعار البنزين والكازوال في السوق المغربي لم يتجاوز 25 في المائة على أبعد تقدير. طبعا من حق الوزير الرقاص أن يرتعد ويرد بأن قيمة الدولار ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة مع الدرهم، ومن حقه أن يذكرنا بحذف الدعم عن المحروقات، وهذه كلها مؤثرات فعلية، لكن الذي يسكت عنه الوزير/الرقاص وباقي زملائه، في الحكومة هو أن الحكومة لم تبذل أي جهد من جهتها في التخفيف من تأثيرات حذف الدعم، فهي ألغت هذا الدعم، لكنها أبقت على النسب المرتفعة لكثير من الضرائب التي يدفعها المواطن، ولهذا السبب تحديدا ستبقى أسعار المحروقات دائما مرتفعة ومكلفة جدا بالنسبة للمواطنين. وهذه حقيقة لايجرؤ وزير في طبعة ونسخة الوفا على قولها.