أسدل الستار يوم الجمعة الأخير على برنامج (لالة العروسة) لصيف هذه السنة، لحلقاته الاقصائية ونوعية ألعابه التي شدها الحنين أكثر لما كنا نشاهده في برنامج ألعاب بلا حدود والعديد من أنشطة المخيمات الصيفية، ثم أسئلته المتنوعة التي كان المقصود منها اختبار الثقافة العامة إلا أن ضعف البعض منها حولها لثقافة خاصة، ناهيك عن التذكير اليومي بهذه المسابقة سواء عبر الوصلات الإشهارية، أو اعتماد فترة مسائية تلقى فيها الأسئلة المعلومة على المتسابقين من الأزواج وأمهاتهم الذين كانوا طوع يدي معدي البرنامج عزيز وخديجة اللذين كنا نأمل بحكم تجربتهما الفنية وارتباطهما الكبير بالمسرح وقضايا مجتمعنا أن يأتيا بالجديد في هذا البرنامج بالغوص في أعماق تقاليد الزواج المغربي الذي تتنوع طقوسه من منطقة الى أخرى ببلادنا ناهيك عن ظروف التهييء المعنوي والمادي لهذا الزواج، لتقديم منتوج تلفزي قوي بإشاراته المبرزة لكل خصوصيات الزواج ببلادنا والتطورات التي حصلت عليه إن على العلاقة التي تسبق الخطبة أو لقاءات الأسر المتصاهرة او الصداق والهدايا المناسباتية وأيام العرس التي تقلصت أعدادها وما يحيط بكل هذا من «زينة» العروسة والهدايا الواجبة للحماوات والآباء والأخوات والإخوان فكل هذه الطقوس إن لم نقل التوضيحات غابت عن البرنامج الذي سقط بكل أسف في تنشيط اتسم بسطحيات الأشياء دون التعمق فيها ومع ذلك يأتينا الخبر عبر النشرة الرئيسية للقناة الأولى أن هذا البرنامج حقق أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ التلفزة المغربية قوامها ما يزيد عن 58% دون الإشارة بكل أسف مرة الى إعطائنا عدد المشاهدين الذين استخرجت منهم هذه النسبة حتى نتأكد من أن النتيجة منطقية الى حد ما. إننا بإبداء هذه الملاحظات لانبخس الناس أشياءهم بقدر ما نريد أن يتسم تقديم أي عمل للمشاهدين المغاربة بدقة الاختيار وجودة (لالة العروسة) هو مغربي صرف ومادته مغربية فلا داعي لمزجه بخليط من المواد الغريبة عن مغربيته الصرفة التي لو عرف كيف يستثمرها هذا البرنامج لأعطانا انتاجا كبيرا وقويا ومحببا أكثر لدى المشاهدين. لن اتحدث عن الغلاف المالي لهذا المنتوج فذلك عمله عند أهل الدار.