أسود المغرب يتوجون بكأس الشان للمرة الثالثة في تاريخهم

الشان مغربية.. هو العنوان الأبرز الذي خطته النخبة الوطنية المغربية في ختام بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، بعد أن بصم "أسود الأطلس" على مسار استثنائي تُوِّج بلقب ثالث يرسخ الحضور المغربي القوي في ساحة كرة القدم الإفريقية.

المنتخب المغربي، الذي دخل غمار المنافسة بتركيبة تجمع بين خبرة لاعبي البطولة الوطنية وحماس العناصر الصاعدة، تمكن من فرض أسلوبه منذ الأدوار الأولى، حيث ظهر بتنظيم تكتيكي محكم وانضباط جماعي، تحت قيادة الإطار الوطني طارق السكتيوي، الذي لا يعرف سوى الألقاب وتدوين التاريخ، خاصة الملحمة التي قاد فيها منتخب تحت 23 في أولمبياد باريس الصيف الماضي وحصد خلال البطولة إلى أول برونزية أولمبية في تاريخ الكرة المغربية.

وقد أبان في المباراة النهائية، أبناء السكتيوي روح الإصرار والعزيمة منذ الشوط الأول، ورغم تأخرهم في الدقائق الأولى بهدف أمام الملغاشيين، إلا أنهم تمكنوا من العودة وتحقيق الريمونتادا قبل صافرة الحكم للاستراحة بين الشوطين، وكرروا ذلك في الشوط الثاني بعدما عدلت مدغشقر النتيجة، إذ عاد هداف البطولة أسامة المليوي لإضافة الهدف الثالث والثاني له في اللقاء، ليكتب المنتخب المغربي المحلي فصلا جديدا في تاريخ الكرة المغربية، بعدما رفع اللاعبون الكأس الغالية للمرة الثالثة، مؤكّدين بذلك أن تتويجات النسختين السابقتين لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة عمل متواصل ورؤية واضحة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في الاهتمام بالفئات المحلية والبطولة الوطنية، ومواصلين سكة الإنجازات التي حققتها الكرة المغربية، حيث لعبت خمس نهائيات في ظرف خمسة أشهر حصدت من خلالها ثلاثة ألقاب.

ويأتي هذا التتويج ليمنح دفعة قوية لمشروع تطوير كرة القدم الوطنية، خصوصًا وأن المغرب بات يحصد ثمار الاستثمار في البنيات التحتية الرياضية وتنظيم البطولات القارية، وهو ما جعل المملكة تحظى بثقة الاتحاد الإفريقي في احتضان كبريات المنافسات.

كما أن هذا الإنجاز يفتح الباب أمام عناصر المنتخب المحلي لفرض مكانتها ضمن المنتخب الأول، بعدما برهنت على جاهزيتها وقدرتها على التألق تحت الضغط وفي المحافل القارية الكبرى.