تتواصل فصول الأزمة التي تعيشها الحكمة الدولية بشرى كربوبي، في تطور جديد ينقل ملفها من دائرة الجدل الرياضي إلى دهاليز المحاكم والتحقيقات الأمنية، وذلك بعد أن تقدمت بشكاية رسمية ضد عضو بعصبة سوس ماسة لكرة القدم تتهمه فيها ب"التشهير والعنف الرقمي وبث ادعاءات كاذبة". وحسب جريدة "العمق"، فإن القضية أخذت منعطفاً حاداً عقب تدخل المصالح الأمنية على الخط، بعد نشر العضو المذكور تعليقاً وصف بالمسيء على منصة "فيسبوك"، تضمن اتهامات خطيرة ومساساً بسمعة الحكمة كربوبي، قبل أن يبادر لاحقاً إلى حذف التعليق وإيقاف حسابه بشكل كامل.
غير أن هذه الخطوة لم تُجدِ نفعاً، إذ أكدت المصادر أن الفرق التقنية لدى الشرطة تمكنت من استرجاع المعطيات الرقمية وتوثيق المخالفة رغم محاولة طمس الدليل، وهو ما عزز مسار المتابعة القضائية المفتوح حالياً.
وتضمن التعليق الذي أثار العاصفة اتهامات "مواربة" تتعلق بعلاقات مشبوهة مزعومة مع مسؤول رفيع داخل لجنة التحكيم بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، وهو ما اعتبرته كربوبي مساساً خطيراً بكرامتها وتشويهاً لسمعتها المهنية، خصوصاً بعد إعلان اعتزالها مؤخراً بسبب ما وصفته ب"تضييقات وممارسات داخل المديرية التقنية للتحكيم".
وكانت كربوبي قد أعلنت قبل أسابيع اعتزالها التحكيم بشكل مفاجئ، معربة عن أسفها لاتخاذ القرار بعد مسار دام 25 سنة، وموجهة اتهامات مباشرة إلى مدير المديرية التقنية للتحكيم وأعضائها، معتبرة أن "التدخلات والتضييقات أجهزت على المشروع وأربكت المسار".
وتشير مصادر متطابقة إلى أن علاقة الحكمة بشرى كربوبي بمدير المديرية التقنية، رضوان جيد، عرفت توتراً كبيراً في الفترة الأخيرة، بلغ حد توجيهه إليها إنذارين اعتبرتهما الحكمة نوعاً من "الضغط الممنهج"، قبل أن تتطور الأمور إلى قرار الاعتزال، ثم إلى فتح باب المتابعات القضائية عقب حادث التشهير الأخير.