انضمت مدينة طنجة إلى نادي الوجهات العالمية الأكثر تميزا لسياحة "الإقامات الثقافية الفاخرة"، بعدما أدرجتها منصة "إنفوترافيل" الفرنسية، هذا الأسبوع، ضمن قائمة رباعية حصرية لعطلات نهاية السنة، لتصطف بذلك إلى جانب عواصم أوروبية عريقة هي فيينا وميلانو ومنطقة بروفانس. ويمثل هذا التصنيف الجديد، الذي كشفت عنه المنصة المتخصصة في السفر الراقي، تحولا جذرياً في التموقع التسويقي ل"عروس الشمال"، التي تنتقل تدريجيا من كونها نقطة عبور تقليدية إلى وجهة قائمة بذاتها تجتذب شريحة السياح ذوي الإنفاق العالي. ويأتي هذا الاعتراف الدولي ليكرس التحول العميق الذي تعرفه طنجة خلال الأعوام الأخيرة، مع صعودها المتدرج كوجهة مستقلة تستقطب فئة المسافرين الباحثين عن تجارب عالية الجودة، وليس مجرد محطة عبور تقليدية كما كانت في السابق. أرقام قياسية ورافعة للنمو ويأتي هذا التصنيف الدولي في وقت يسجل فيه القطاع السياحي المغربي أداء تاريخيا. فوفقا لأحدث البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، استقبل المغرب رقما قياسياً بلغ 15 مليون سائح حتى متم شتنبر 2025، بزيادة ملحوظة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وتشير الإحصائيات إلى أن طنجة تضطلع بدور محوري في هذه الدينامية. فقد سجل مطار طنجة ابن بطوطة الدولي نموا مطردا في حركة النقل الجوي. وأوضحت تقارير "المكتب الوطني للمطارات" أن حركة المسافرين في المطارات الرئيسية، ومن ضمنها طنجة، شهدت ارتفاعا تراوح بين 14% و20% خلال الأشهر الأولى من عام 2025، مما يعكس جاذبية المدينة المتزايدة للأسواق الأوروبية التقليدية والناشئة. بنية تحتية بمعايير عالمية وعزت "إنفوترافيل" اختيارها لطنجة إلى قدرتها الفريدة على المزج بين الإرث التاريخي والرفاهية العصرية. وتستفيد المدينة من بنية تحتية سياحية شهدت تحديثا شاملا، أبرزها مشروع "طنجة مارينا باي" والوحدات الفندقية المصنفة (5 نجوم) التي عززت الطاقة الاستيعابية للمدينة. كما تساهم المداخيل السياحية في تعزيز احتياطي العملة الصعبة للمملكة، حيث تجاوزت عائدات السفر الوطنية سقف 85 مليار درهم مع نهاية الربع الثالث من 2025، مما يؤكد المردودية العالية لنوعية السياحة التي بدأت طنجة في استقطابها. ويرى مراقبون أن هذا التصنيف يعزز طموحات المغرب لاستضافة الأحداث العالمية الكبرى، وفي مقدمتها كأس العالم 2030، حيث تقدم طنجة نموذجا للمدينة القادرة على توفير تجربة ثقافية وترفيهية متكاملة.