خلال الاسبوع الماضي تألق اسم الحي المحمدي في مناسبتين: فنية ورياضية. فقد خصص استوديو دوزيم لحظات شيقة من برنامجه استمتع فيها النظارة والحاضرون بأغنيات خالدة لمجموعات : ناس الغيوان وجيل جيلالة ولمشاهب... كما أحيت عائلة الزاولي الذكرى الثالثة والعشرون لوفاة الأب الروحي لفريق الطاس، »الاتحاد البيضاوي«. وكانت المناسبتان بالنسبة لي فرصة لأحلق بخواطري في أجواء الحي المحمدي الذي كان منجما لاستخراج سبائك ذهبية من المواهب الفنية والأدبية والفكرية وكان مزرعة لترويض الخيول الاصيلة الرياضية في كرة القدم والملاكمة والمصارعة وسباق الدراجات وكرة اليد، »واعتذر عن ذكر الأسماء فما أكثر المبدعين والمثقفين والرياضيين والصالحين والمناضلين من أولاد الحي المحمدي«. والآن عندما أركب الحافلة »18«وأنزل قرب سينما »السعادة« وأتجول عبر أزقة وشوارع الحي المحمدي: أرى حيوية الحراير الاقتصادي والعمراني: والأسواق والمتاجر والدكاكين وباعة »الكاسكروت والبابوش ومقاهي » التيرسي« ومراكز »اللوطو وطوطوفوت« وسباق الطاكسيات والطوبيسات والسيارات والدراجات أصاب بالدوخة. فعلى هذه الارض نبتت زهور شكلت باقات زاهية من المجموعات الغنائية والفرق المسرحية والاندية الرياضية وعلى هذه الارض ركضت جياد أصيلة وانطلقت غزلان رشيقة وفي أفق هذه السماء حلقت اسراب طيور وصدحت مواويل وأناشيد وابتهالات.. وهذه خيامهم فأين رحل أهل البيت؟! ولن أقول أن مزرعة الحي المحمدي أتلفها الخراب لكن أقول إنها تنتظر من يتعهدها بالسقي. ثم أسمع عن العصابات الاجرامية وترويج المخدرات والقرقوبي والخمور والمشاجرات والمعارك والانحلال.. وما أنا بالمصدق قولا في الحي المحمدي ولكنني لن أشقي بحسن ظني. لأن لي قناعة بأن الارض التي أنجبت الغيوان وجيل جيلالة ولمشاهب وطلبة معهد الأزهر والمدارس الحرة ورجال المقاومة.. لن يصيبها العقم..