كل من يلتقط الأخبار الواردة من الجارة الشرقية الجزائر يتأكد يوما بعد يوم أن الربيع العربي بكل ألوانه وصل إلى بعض مناطق الجمهورية و قد تكون رقعة هذا الربيع الذي وصل إلى الدموية قابلة للتوسع إلى مناطق أخرى. ومن غرداية التي عاشت منذ عدة أسابيع مواجهات عنيفة بين فصيلي العرب ( الشعانبيين ) و الأمازيغ ( المزابيين ) نجمت عنها اعتقالات و مواجهات عنيفة، انتقلت العدوى حتى إلى المؤسسات التعليمية حيث تعرض أزيد من 16 تلميذا وصفت إصابة بعضهم بالخطيرة إثر هذه الاشتباكات الطائفية. و في الوقت الذي يحاول بعض المسؤولين الجزائريين إخفاء التناحر الداخلي من أجل تلطيف الأجواء معلنين أن " الوضع تحت السيطرة " فند هذا الطرح متحدث باسم تنسيقية غرداية قائلا حسب مصادر صحفية : " خرج مجموعة من تلاميذ المدارس الشعانبيين (عرب) وتوجهوا إلى مدرسة أغلبية تلاميذها من الميزابيين (أمازيغ) وبدأوا في إلقاء الحجارة عليهم وهم يغادرون مدرستهم " مضيفا أنه " أعقب ذلك تراشق بالحجارة قبل أن تتدخل قوات الشرطة و الدرك لإعادة الهدوء "...الشيء الذي ينذر بمزيد من الاحتقان كما يراه عدد من متتبعين للشأن الأمني بالجزائر. من جهة أخرى، و في خطوة تصعيدية تم تعطيل حركة القطار من طرف شباب غرداية و كذا تحطيم أزيد من 15 عمودا كهربائيا بخط السكة الحديدية بالرغاية تدخلت على إثره قوات الأمن و نشبت اشتباكات عنيفة أسفرت على إصابة عدد من المدنيين بجروح بعد تجدد المواجهات بينهم و قوات الأمن لتنتقل العدوى إلى حي محمد الباي بالرغاية شرق العاصمة استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع... مقابل الاحتجاجات الطائفية، تدور رحا احتجاجات من طينة أخرى تعبر عن الرفض التام لترشح عبد العزيز بوتفليقة ( 77 سنة سنة ) بشكل رسمي لعهدة رابعة حيث انتشرت في عدد من المناطق هذه الاحتجاجات الشعبية من داخل الجزائر و خارجه الأمر الذي ووجه بالصرب و الاعتقال من طرف قوات الأمن. و كانت هذه القوات قد اعتقلت العشرات من المواطنين الجزائريين من بينهم إعلاميون خلال وقفة احتجاجية نظمت بساحة البريد المركزي بالعاصمة لتليها مطاردات و تعنيف خلال مظاهرات متتالية في هذا الشأن. بين كل ما يحدث في ثنايا الأوضاع الاجتماعية و السياسية بالجزائر تبقى فئة من الأشقاء الجزائريين التي ترنو أن تسير البلاد إلى ما يخدم مصلحتها هي الضحية مما يقع بسبب سياسات تغلب المصلحة الذاتية على المصالح الوطنية الكبرى...