غيوم قاتمة السواد خيمت على سماء مراكش،عشية الاثنين21 أبريل 2014، حملت في طياتها أمطار طوفانية مصحوبة بالرعد والبرق والبرد" التبروري"، تتسبب كمياتها الكبيرة المتساقطة بشكل مباغت وفي ظرف وجيز بعد الساعة الرابعة ، في إغراق أحياء وعدة منازل بعدة نقط بمراكش. مختلف قنوات ومجاري المياه الخارجية لم يعد بمقدورها وقتها استيعاب كميات التساقطات الهائلة مما أدى إلى انحباسها ، لتسلك المياه الطريق وتتسرب إلى المنازل ،وبخاصة منها بالنقط السوداء بالمدينة العتيقة وسيدي يوسف بن على والحي العسكري والمحاميد وأيضا بالأحياء الراقية التي غرقت كما هو الحال بأمرشيش وإيسيل وتجزئة الفضل ودوار السراغنة الجديد، حيث سجلت أضرار وخسائر متفاوتة في الحجم والنوعية في مختلف الممتلكات. الانسياب الكبير لمياه الأمطار تسبب أيضا في عرقلة حركة المرور ليضطر مرتادو الطرق والشوارع ، بدراجاتهم النارية وسياراتهم، مجبرين إلى التوقف والاختباء من رشق حبات البرد المصحوبة بكمية التساقطات الغزيرة. الوضع القائم استنفر ممثلي السلطة المحلية ومصالح الوقاية المدنية والوكالة المستقلة للماء والكهرباء حيث تجند الجميع بمساعدة المواطنين المتضررين لإيجاد حلول مستعجلة للمشاكل القائمة من قبيل اعتماد آليات تقليدية وحديثة و بعض الشاحنات الصهريجية لتفريغ المياه الراكدة بالمنازل والشوارع والأزقة والبالوعات المتضررة. وفي انتظار معرفة وإحصاء حجم الخسائر التي خلفتها هذه العاصفة الرعدية لهذا اليوم، الحادث يذكر بآخر سجل خلال صيف العام الماضي خلف وراءه خسائر مادية هامة لحقت تجهيزات وآليات مؤسسات عمومية بلغت في المستشفى الجامعي محمد السادس لوحده حدود أربعين مليار سنتيم الأمر الذي يستدعي معه اتخاذ إجراءات واحتياطات احترازية وقائية مسبقة لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية المباغتة.