لنترك في عمود هذا الأسبوع الحديث عن اخفاقات الحكومة ومواصلة عدم اهتمامها بهموم المواطنين وانشغالاتهم اليومية والطارئة، ولنتكلم من باب إثارة الانتباه عن ظاهرة تنامي حوانيت بيع الزريعة التي بات المواطنون من مختلف الأعمار يتهافتون على اقتنائها صباح مساء، وقد أدى انتشار هذه الحوانيت بأحياء الدارالبيضاء، إلى ارتفاع امتلاك الحق التجاري لها وهو ما يتعارف عليه (بالساروت) الذي بلغ سعره 50 مليون من السنتيمات، لشراء هذا الحق علاوة على واجبات الكراء والكهرباء وأداء الضرائب وما إلى ذلك من مستلزمات العيش لصاحب المحل. إن هذه الحوانيت التي كنا تستصغر قيمتها، قد طورت من تجارة الزريعة ، وصارت ملاذ كل من سدت في وجهه أبواب العمل في مجالات أخرى، وغدت تهتم بديكوراتها وهو أنها وتسمياتها عبر لوحات كهربائية ملونة مثل؛ «زريعة الفن» كما هو موجود بأحد الدكاكين، وهذا المظهر كان وراء تزايد الطلب على فتح الجديد منها ولو عبر مساحة أمتار محدودة لاعتبارين أساسيين ، هما تصاعد الإقبال على اقتناء مادة الزريعة وتوفير هامش ربح مريح لأصحابها. لذلك من حقهم أن يزينوا ويضيئوا حوانيتهم وبالتالي الرفع من ثمن الحق التجاري لها، كما يحلو لهم أن يسمونها بأسماء تتعدى الفن إلى مدن ومشاهير وربما قد يقودهم هذا التطور إلى التفكير في تقديم وصلات إشهارية تلفزية يتهافت على إنجازها فنانونا، تنضاف للوصلات التي أصبحت بقنواتنا هي القاعدة بينما البرامج والإنتاجات المفيدة هي الاستثناء. ولن نفاجأ يوما عبر الوصلات الإشهارية المفترضة، حين نسمع شروحات عن أنواع الزريعة وفوائدها وجودتها وطرق تناولها عبر مغلفات ومعلبات، ما دام أن تجارتها أصبح لها شأن كبير، وحوانيت بيعها صار بالشيء الفلاني ومستثمروها تزداد أعدادهم ..!