يأتي منتدى دافوس الذي انطلقت أشغاله أمس في مناخ تطغى عليه ظلال الأزمة التي يشهدها الاقتصاد العالمي منذ نحو سنتين. ويبدو أن زعماء الدول والحكومات ومختلف المشاركين من عمداء المدن العالمية الكبرى ورؤساء المؤسسات المالية الدولية والبرلمانيين أمام أكبر تحدي يواجه هذه القمة الاقتصادية منذ دورتها الأولى سنة 1917. هؤلاء مطالبون بالإجابة عن تداعيات الأزمة واقتراح حلول لها للحد من تفاقم الوضع الاقتصادي العالمي المتجه نحو مزيد من التدهور. وحسب جدول أعمال المنتدى فسيبحث المشاركون إعادة صياغة النظام المالي العالمي لجعله أكثر قدرة على مواجهة الأزمات في المستقبل، وبعبارة أخرى فهم مطالبون برسم معالم عالم ما بعد الأزمة.. وتكمن أهمية هذه الدورة التي يصفها العديد من المراقبين بالتاريخية في حجم الحضور ونوعيته، حيث يرتقب حضور 2500 من صناع القرار منهم 40 رئيس دولة، كما تكمن في حجم التحديات المطروحة على هؤلاء والمفروض أن يناقشوها على مدى 5 أيام، ومن هذه التحديات إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية، البيئة والتقلبات المناخية التي تسارعت في السنوات الأخيرة نتيجة التطور الصناعي وما ينتج عنه من انبعاثات غازية، وأيضا النزاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير. ويشارك المغرب في هذا المنتدى بوفد وزاري هام يرأسه الوزير الأول عباس الفاسي، ويضم صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية، ونزار بركة وزير الشؤون الاقتصادية والعامة، وأحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الجديدة، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، ومحمد بوسعيد وزير السياحة والصناعة التقليدية. ومن المنتظر أن يجري الوزير الأول على هامش أشغال المنتدى اتصالات مكثفة مع عدد من المسؤولين والشخصيات العالمية الأخرى المشاركة في المنتدى تتناول مواضيع مختلفة . كما سيفتتح نزار بركة العروض في إحدى ورشات المنتدى، يشارك فيها أيضا عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية ومروان جميل مواشير نائب رئيس البنك الدولي. يذكر أن الوفد المغربي يضم أيضا ممثلين عن الكنفدرالية العامة لمقاولات المغرب، والمؤسسات العمومية الكبرى، سيساهمون في عدد من الورشات بعروض تهم المناخ الاقتصادي العام الذي يعرفه المغرب والتطورات التي شهدها في السنوات الأخيرة، وتتعلق هذه العروض بشكل خاص بالإصلاحات التي انخرط فيها المغرب في مختلف المجالات وأيضا بالأوراش الكبرى التي تعرف نجاحا كبيرا وتعد بنتائج جيدة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.