تفاجأت دورية المراقبة أخيرا على الساعة الواحدة والنصف ليلا بمستشفى الغازي للأمراض العقلية والنفسية بمدينة سلا، خلو سرير من صاحبه، و تأكد بعدها أن (ب. ج) كان مغادرا للغرفة، ولأنه مصاب بمرض عقلي، استدعت الدورية عناصر المراقبة وقامت بالبحث عن المختفي في كل الفضاءات المفتوحة للمرضى ليلا، وازدادت مفاجأة أفراد عناصر الدورية والمراقبة حينما لمحوا جثة معلقة في حبل بجانب حائط بأحد أروقة المستشفى، وكان مكان العثور على الجثة بعيدا عن غرف النوم المخصصة للمرضى. وحينها تم إخبار مدير مستشفى الغازي وإخطار الشرطة التي حظرت إلى عين المكان فور علمها بالحادث، وأخذت صورا لجثة المنتحر، وفتحت محضرا حول القضية، كما تم إنزال الجثة ونقلها إلى مستودع الأموات، و تم إخبار السفارة الفرنسية بالحادث. وأكد المدير المسؤول عن مستشفى الغازي في تصريح لجريدة العلم أن (ب ج) كان يقطن بالمغرب منذ مدة طويلة قبل التحاقه مريضا بالمستشفى، ويبلغ من العمر 60 سنة، وأب لأبناء، وهو مطلق. وحول ظروف الحادثة أعرب المدير عن ألمه للحادث المأساوي، مؤكدا أن حالة (ب) لم تكن معقدة ولم يكن مؤذي أو عنيفا، كما لم تكن سلوكاته داخل المستشفى تنبئ بهذا التطور الخطير في شخصيته ، والذي يزيد من الحيرة، هو كيف يحدث هذا في مدة وجيزة لا تتعدى نصف ساعة، على اعتبار أن أسرة ومراقد المرضى تراقب كل نصف ساعة، مما يعني أن سرير المنتحر قد روقب من قبل الدورية بنصف ساعة فقط قبل إقدامه على الانتحار. وعليه تبقى أسباب إقدام المتوفى على الانتحار مجهولة وفي ظروف جد غامضة، وذلك لانعدام معطيات كافية حول الحادث. وأوضح المدير المسؤول أن المستشفى الغازي بمدينة سلا يعد الثاني في المغرب، سواء من حيث الطاقة الاستيعابية، ومن حيث المرضى العقليين الذين يستقبلهم خلال كل سنة، ورغم ذلك فإن إدارة المستشفى لا تذخر جهدا لتوفير ظروف العناية اللازمة للمرضى، ولا تتوانى في العمل على تحقيق علاجات مناسبة لكل المرضى الوافدين على المستشفى، ولم يخف أيضا حاجة المؤسسة إلى مزيد من التجهيزات خاصة تثبيت أعداد كبيرة من كاميرات المراقبة لتفادي حصول انفلاتات من هذا النوع في المستقبل، وحتى لا تتأثر صورة المستشفى ، كما دعا إلى تمكين المستشفى من فرص العناية التامة لكل المرضى النفسانيين، ولجعل المستشفى وسيلة للعلاج.