ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على "وقف تام لإطلاق النار"    عاجل.. ترامب يعلن الاتفاق على وقف كامل وشامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران    أشرف حكيمي يتألق ويقود باريس سان جيرمان لثمن نهائي كأس العالم للأندية بتتويج فردي مستحق    الملك محمد السادس يؤكد تضامن المغرب الكامل مع قطر ويدين الهجوم الإيراني على قاعدة العديد    مفتش شرطة يشهر سلاحه لتوقيف شقيقين في حالة سكر هددا الأمن والمواطنين    شقيق مروان المقدم يدخل في اعتصام وإضراب جديد عن الطعام أمام بوابة ميناء الحسيمة    الحسيمة تترقب زيارة ملكية خلال الأيام المقبلة    جمعية تطالب بمنع دخول السيارات والدراجات إلى الشواطئ بعد حادث الطفلة غيثة        أوروبا الغربية تستقبل موسم الصيف بموجة حرّ مبكرة وجفاف غير مسبوق    نظام أساسي جديد لموظفي الجماعات الترابية    تعليق مؤقت لحركة الملاحة الجوية في البحرين والكويت كإجراء احترازي في ظل تطورات الأوضاع الإقليمية    وأخيرا.. حزب العدالة والتنمية يُندّد بما تفعله إيران    فرنسا تجدد التأكيد على أن حاضر ومستقبل الصحراء "يندرجان بشكل كامل في إطار السيادة المغربية"    عملية "مرحبا 2025".. تعبئة لنقل 7.5 ملايين مسافر و2 مليون سيارة عبر 13 خطا بحريا    مصرع سائق دراجة ناريةفي حادث اصطدام عنيف بضواحي باب برد    الذهب يرتفع وسط الإقبال على أصول الملاذ الآمن مع ترقب رد إيران    رويترز عن مسؤول أمريكي: قد يأتي الرد الإيراني خلال يوم أو يومين    27% من القضاة نساء.. لكن تمثيلهن في المناصب القيادية بالمحاكم لا يتجاوز 10%    حموشي: المديرية العامة للأمن الوطني تولي أهمية خاصة لدعم مساعي مجابهة الجرائم الماسة بالثروة الغابوية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    توقيع اتفاقية شراكة إطار بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات لتعزيز الإدماج السوسيو اقتصادي للشباب    دعاية هزيلة.. بعد انكشاف مقتل ضباط جزائريين في طهران.. نظام العسكر يُروج وثيقة مزورة تزعم مقتل مغاربة في إسرائيل    بوريطة يستقبل وزير الشؤون الخارجية القمري حاملا رسالة من الرئيس أزالي أسوماني إلى الملك محمد السادس    ياسين بونو يتوج بجائزة رجل المباراة أمام سالزبورج    بوتين: لا مبررات قانونية أو أعذار للعدوان ضد إيران    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر    بنعلي: لن نتوفر على دينامية في البحث العلمي في الطاقات المتجددة بدون تمويل مستدام        كأس العالم للأندية.. "الفيفا" يحتفل بمشجعة مغربية باعتبارها المتفرج رقم مليون    إشكالية التراث عند محمد عابد الجابري بين الثقافي والابستيمي    بسمة بوسيل تُطلق ألبوم "الحلم": بداية جديدة بعد 12 سنة من الغياب    صديق المغرب رئيس سيراليون على رأس المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا ( CEDEAO)    الشعباني: "نهائي كأس العرش ضد أولمبيك آسفي سيكون ممتعا.. وهدفنا التتويج باللقب"    جلالة الملك يهنئ دوق لوكسمبورغ بمناسبة العيد الوطني لبلاده    ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير إرهابي استهدف المصلين في كنيسة بدمشق    مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تنظم المعرض الفوتوغرافي "أتيت من نظرة تَعْبُرُ" للفنان المصور مصطفى البصري    نقابيو "سامير" يعودون للاحتجاج على الموقف السلبي للحكومة وضياع الحقوق    "تالويكاند" في دورته الرابعة.. تظاهرة فنيّة تحتفي بتراث أكادير وذاكرتها    رأي اللّغة الصّامتة – إدوارد هارت    وسط ارتباك تنظيمي.. نانسي عجرم تتجاهل العلم الوطني في سهرة موازين    هذه تدابير مفيدة لتبريد المنزل بفعالية في الصيف    موازين 2025.. الفنانة اللبنانية نانسي عجرم تمتع جمهورها بسهرة متميزة على منصة النهضة    إسبانيا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى "التحلي بالشجاعة" لمعاقبة إسرائيل    المغرب ‬يعيد ‬رسم ‬خريطة ‬الأمن ‬الغذائي ‬في ‬أوروبا ‬بمنتجاته ‬الفلاحية ‬    موازين 2025 .. الجمهور يستمتع بموسيقى السول في حفل المغني مايكل كيوانواكا    ألونسو: من الأفضل أن تستقبل هدفًا على أن تخوض المباراة بلاعب أقل    كأس العالم للأندية 2025.. ريال مدريد يتغلب على باتشوكا المكسيكي (3-1)    طنجة.. تتويج فريق District Terrien B بلقب الدوري الدولي "طنجة الكبرى للميني باسكيط"    موجة الحر في المغرب تثير تحذيرات طبية من التعرض لمضاعفات خطيرة    دراسة تكشف وجود علاقة بين التعرض للضوء الاصطناعي ليلا والاكتئاب    وفاة سائحة أجنبية تعيد جدل الكلاب الضالة والسعار إلى الواجهة    ضمنها الرياضة.. هذه أسرار الحصول على نوم جيد ليلا    التوفيق : تكلفة الحج تشمل خدمات متعددة .. وسعر صرف الريال عنصر حاسم    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    وزارة الاوقاف تصدر إعلانا هاما للراغبين في أداء مناسك الحج    وزارة الأوقاف تحدد موعد قرعة الحج        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إثارة "صراع" الهمة والماجيدي في حراك الحسيمة …
نشر في عالم برس يوم 05 - 06 - 2017

القصر يبكي زليخة الناصيري بعد تظاهرات 18 ماي ضد الانفصال إعداد: عبد الحميد العوني نجح وزير الداخلية٬ الريفي المولد٬ في فصل نهائي لمدينة الناظور عن حراك الحسيمة٬ وسقط "الريف المليونية التي كانت مقررة في الصيف٬ بتمديد التظاهرات إلى عودة ريفيي أوروبا والعالم٬ الحاملين لجنسيات التاريخي" من مدلولات الأعلام المرفوعة لجمهورية عبد الكريم الخطابي٬ وأجهض في خطوة ثانية٬ المسيرة متعددة٬ إلى الإقليم٬ بما قد يدفع إلى انزياح الحركة الاحتجاجية في الحسيمة. واندلعت الاحتجاجات في مدينة الناظور٬ وأصر الزفزافي على المظاهرة المليونية ل 20 يوليوز٬ لمحاولة إفراغ التقدم الذي حظيت به وزارة الداخلية بعد 18 ماي الجاري٬ وأطلقت حملة توظيف ل 160 إطارا في جماعات الحسيمة للتقليص من الزخم الشبابي لهذه المظاهرات. وسبق أن اتهم الوزير٬ عبد الوافي لفتيت٬ الحراك ب "الانفصال" إلى جانب أحزاب الأغلبية الحكومية٬ لتدور على الأرض مسيرة حاشدة ضد الانفصال استفاد منها النظام٬ لأنها استفتاء على شكل دولته الحالية٬ وحضرته القنوات العمومية٬ في تطور لافت أعاد تعريف الحراك الريفي من "زاوية حقوقية"٬ واقترح الصبار٬ عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ موافقته على الوساطة مع ناصر الزفزافي الذي قبل بتقديم نفسه "ناشطا حقوقيا" لإيجاد حل للمنعطف الذي يعرفه شمال المملكة. وما فتئ قائد الحراك أن رفض وساطة المجلس٬ فيما قبل مفاوضة مستشار للملك يهتم بالجانب الحقوقي والقانوني٬ ويعمل المستشارون٬ عبد اللطيف المنوني والمعتصم وعزيمان على نفس الملف٬ في الوقت الذي تذكر فيه الجميع في القصر٬ حسب مصادر "الأسبوع"٬ المرحومة زليخة الناصيري. دون المساس بالأوراش الكبرى للملك٬ تندرج مطالب الحراك ومشاريع الشارع الريفي في إطار جبر الضرر الجماعي٬ المرتبط ببقايا الجمهورية الريفية٬ وفي إطار الإنصاف والمصالحة مع المنطقة٬ وهي بصمة المستشار الملكي النافذ٬ علي الهمة٬ الذي أكد ناصر الزفزافي أن صدامه قوي مع الماجيدي٬ سكرتير الملك والمشرف على استثماراته قد يؤدي الصراع بين الزفزافي٬ قائد الحراك الشعبي٬ ومقاربة الوالي اليعقوبي عن الجهة الترابية التي تعرف حراك الحسمية٬ إلى انزلاق٬ قال بخصوصه المسؤول الترابي لوكالة الأنباء الفرنسية٬ بأن القضاء يهيئ لمحاكمة 3 إلى خمسة أسماء٬ منهم الزفزافي٬ وقال الأخير٬ أنه سيعود إلى بيته فور تسليم رسول من الملك المطالب المسطرة من الحراك٬ وخطب في الآلاف من المحتجين الذين تجمهروا في 18 ماي الجاري مصرحا: "هناك صراعات داخل الدولة بين فئتين تريدان التقرب من الملك٬ اتخذتا من حراك الحسيمة بؤرة لتصفية الحسابات٬ التيار الأول يقوده منير الماجيدي٬ الكاتب الخاص للملك٬ والذي يعتمد على الوالي اليعقوبي٬ والثاني يقوده فؤاد علي الهمة٬ الذي يستخدم إلياس العماري". وأكد: "أن التيارين يريدان جر الحراك إلى مستنقع الدماء" ومن الولايات المتحدة الأمريكية رفض العماري الحل الأمني ودعا إلى الحوار والمصالحة". ودعا "مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم" الذي يرأسه عبد السلام بوطيب٬ القريب من نفس الدائرة التي قدمت إلياس العماري إلى الواجهة٬ إلى "الحل" بإدماج مطالب الحراك في إطار جبر الضرر الجماعي٬ المرتبط ببقايا ما حصل في ضرب الريف بالسلاح الكيميائي في ثورة عبد الكريم الخطابي والتدخل العسكري ل ٬1958 وباقي التدخلات الأمنية من 1984 إلى 2011 التي حرق فيها 5 مناضلين من حراك 20 فبراير٬ وطعن آخر وتم اعتقال عشرة آخرين منذ "طحن" صياد السمك٬ محسن فكري في شاحنة الأزبال٬ وهي الحادثة التي فجرت الاحتجاج المتواصل إلى الآن. المستعجلة والتي يقترحها الشارع ويدافع عنها٬ ضمن مشاريع "جبر الضرر الجماعي" لإبقاء المسارات ومحاولة حماية "الأوراش الكبرى" أو "الأوراش الملكية"٬ دفعت البعض إلى اقتراح المشاريع التنموية الموجودة دون تعديلات واسعة. وسمح البرلمان بتمرير مداخلة فيدرالية اليسار الديمقراطي على الهواء٬ التي دعت إلى تقييم المشاريع التي دشنها الملك٬ ولا تخرج مطالب حراك الريف عن نفس الإطار٬ وذكر قائد الحراك بالخطاب الملكي سنة 2004 عندما قال الملك "إن مدينة الحسيمة يجب أن تكون قطبا تنمويا"٬ معلقا بالقول: "لكن لم نر شيئا.. لا معامل.. لا مصانع ولا مستشفيات٬ لأن هناك مافيا..". وفي معرض كلمته أضاف: "كان من المفروض أن ينطلق مشروع "منارة المتوسط" قبل ٬2015 وتأخر موعد انطلاقه لأن ميزانيته نهبت٬ ولما أحسوا بحرارة الاحتجاجات٬ قاموا ببعض المشاريع الترقيعية"٬ مشيرا إلى الوالي اليعقوبي٬ الذي جاء بأزيد من 300 مقاولة من خارج الريف٬ ومن المقربين من عائلته للاستثمار فيها. والمعادلة تدفع إلى إبعاد الخيار الأمني٬ وإدماج التنموي في "إطار حقوقي" وعبر ميزانيات لجبر الضرر الجماعي٬ دون المساس ب "المشاريع الكبرى"٬ هو خيار يدافع عنه المستشار الملكي٬ علي الهمة لخروج اليزمي من المجلس الوطني لحقوق الإنسان وإلياس العماري عن الجهة وباقي الفاعلين لدعم هذا التصور٬ بل إن بلاغ مركز الذاكرة قال بصريح العبارة: "إن البحث عن أجوبة بأفق وطني٬ لن تقوم به جهة واحدة". وشكلت هذه العبارة رسالة واضحة إلى سكرتير الماجيدي الذي يدافع عن أوراش مهيكلة كبرى٬ عوض المشاريع التنموية المرتبطة بتحسين معدلات التنمية البشرية في المملكة٬ وليس لوزارة الداخلية تأييد "أوتوماتيكي" للمشاريع المهيكلة٬ لأنها تشرف على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تعرف مراجعة٬ بعد حراك الحسيمة٬ لأن المعدلات المحققة لا تزال ضعيفة٬ واتفقت الأطراف على الوصول إلى "توافقات" على صعيد المشاريع٬ تأخذ بعين الاعتبار طابع الاستعجالية والخدمة الاجتماعية ومسايرة الرؤية التي تسعى لها المشاريع المهيكلة. وفي الواقع٬ فإن المغرب يعيش أزمة في المشاريع المهيكلة٬ لأنها تتطلب ميزانيات هائلة وتفترض نتائج بعد سنوات٬ فيما يتضرر الجميع من الزمن الفاصل بين انطلاقتها ويوم جني ثمارها. وضغطت الحكومات السالفة على الميزانيات الاجتماعية وقللت من أغلفتها المالية٬ في أجواء تتنافس فيها الشركات الكبرى على تعزيز مقاربتها الربحية٬ وتصدير قيمتها الاستثمارية إلى إفريقيا٬ كما لا يمكن الاستمرار في دعم المقاربة المهيكلة للقطاعات لأنها تمس بهذه القطاعات وبالأوراش الهيكلية أو الرئيسية في مناحي حياة المغربي. قبول قادة الحراك بعدم "تسفيه المؤسسات" مقابل وقف "تسفيه الحراك"٬ فيما كان اتهام أحزاب الأغلبية الحكومية إيذانا بعزلها للتواصل مع مندوب يختاره الملك جرى تبريد للساحة٬ لإطلاق الحوار وتكييف المطالب في إطار جبر الضرر الجماعي٬ بعيدا عن البرامج الحكومية أو الميزانيات القطاعية المتواصلة٬ وتحولت الحكومة إلى "عصابة" في التظاهرات استنادا إلى قولة عبد الكريم الخطابي: "هل أنتم حكومة أم عصابة؟". ولا يزال رفات "الأمير" الخطابي مدفونا في مصر٬ فيما يعد استسلاما من الريفيين لحالة المنفى الاختياري أو الهجرة الاجتماعية التي مورست على الإقليم المنتفض٬ وجرت التهدئة في أجواء استعراض يهدد بسيناريو سيدي إفني ٬2008 وأكدت التظاهرة أن الخلاف بين جناحي الدولة الذي استفاد منه الريفيون٬ منع التدخل الأمني في 18 ماي الجاري٬ ولا يمنع من صدام دموي في المستقبل. جروحا متعددة أولها مشاركة مولاي يوسف في التحالف الدولي الفرنسي الإسباني لإجهاض ثورة الريف "الأمير" عبد الكريم الخطابي٬ الذي تتردى عنه التظاهرات كأي صحابي أو تابعي٬ بل إن المنطقة شهدت وحذر قائد الحراك من السيناريو السوري أو العراقي٬ لأن الريف له خصوصية واضحة تكرر كلمات بداية عشرينيات القرن الماضي. "إلباييس" الإسبانية تكتب عن حوالي 70 ألف متظاهر خرجوا إلى شوارع الحسيمة لانتقاد سياسة "الحكومة والقصر" شخص)"٬ وكانت الاستجابة لدعوة ناصر الزفزافي عالية على الرغم من التعزيزات الأمنية المكثفة التي دفعت قالت جريدة "إلباييس": "إن عدد المشاركين في تظاهرة الحسيمة٬ تجاوز 60 ألفا (بين 67 ألف و69 ألف بها الدولة لخفض نسبة المشاركين و"تسهيل مهمة محاكمة 3 إلى 5 من زعماء الحراك" كما قال الوالي اليعقوبي لوكالة "أ. ف. بي". وحاولت السلطات خفض عدد المتظاهرين إلى 3500 متظاهر٬ قالت عنهم٬ إنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء٬ وأعادت التظاهرات الرافضة للانفصال إلى سقفها العادي بما يزيد من تعقيد الخيار الأمني٬ ويخرج الملف من يد وزير الداخلية٬ الفتيت٬ وبما يشبه أيضا٬ إعادة تكييف القرار المركزي تجاه المنطقة. نشرت جريدة "لوموند" قصاصة "أ. ف. بي" التي حملت "محاكمة" الزفزافي بلسان الوالي اليعقوبي٬ وقالت: "إن الحسيمة تخرج مجددا ضد الرشوة والضغط والبطالة"٬ كما جاء في العنوان٬ وأكدت التغطية على رفض المتظاهرين للمافيات المحلية. وعد الإعلام الفرنسي المسألة٬ مظاهرة عادية ضمن مظاهرات متواصلة منذ موت صياد السمك محسن فكري بطريق الخطإ في شاحنة نفايات. وعدم تمييز تظاهرة "18 ماي" عن غيرها٬ يفيد المقاربة الرسمية التي تذهب باتجاه الاستجابة الكاملة للملف المطلبي من خلال "جبر الضرر" ومن منطق حقوقي صرف٬ وهو ما رفضه البعض٬ لأن "المغرب يتحرك ورياح الانتفاضة تهب على تفكير ملايين المواطنين" بتعبير الصحافي خالد الجامعي. وفي رفض متواصل للمقاربة الأمنية والسطحية لمشاكل المغرب٬ والقبول العاجل لجبر الضرر الجماعي في الريف٬ طالبت فيدرالية اليسار الديمقراطي في بيان لها٬ تحديد أولويات إطلاق صيرورة الإصلاحات التي لم تعد قابلة للتأجيل٬ وذلك للحفاظ على السلم والاستقرار مع وضع مخطط استباقي للنهوض بجهات أخرى مهمشة من الوطن٬ طبقا للتوزيع المجالي العادل للثروة مع حسم التردد بخصوص الانخراط في مشروع بناء المغرب الديمقراطي الحداثي. وبدت النتيجة متوقعة وكبيرة لتوزيع ذكي لموقع اليسار٬ فالدولة طالبت بدخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الحكومة٬ كي تتمكن من نزع شوكة حراك الريف دون اصطفاف اليسار إلى جانب إلياس العماري٬ ابن المنطقة٬ وهو الذي يرأس الحزب الثاني في المملكة٬ وتكون فرصة "فيدرالية اليسار الديمقراطي" سانحة لبناء قدرتها في مجتمع منتفض٬ وتمكنت في سيدي إفني إلى جانب حزب العدالة والتنمية وكل حراك 20 فبراير٬ من احتواء حراك هذه المدينة. صراع الأرقام بين الفتيت وناصر الزفزافي٬ وجه لصراع حقيقي بين شخصين ووجهتين في منطقة الريف حولت الأوساط الأمنية تقديرات المشاركين في تظاهرة الحسيمة ل 18 ماي الجاري٬ من ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص كما جاء في تغطية مجلة "تيل كيل" إلى 50 ألف٬ أي 25 مرة؟ (2500 في المائة) في تصريحاتها للقنوات الغربية٬ فيما قال قريبون من الزفزافي أن العدد يقارب 200 ألف٬ وقد وعد بخروج 100 ألف متظاهر٬ لكن تقليل هذه الخطوة٬ جعل الكل٬ حسب الأجهزة الأمنية٬ قادم من خارج الحسيمة٬ وأن المتظاهرين في أغلبهم قاصرون٬ لإفراغ نجاح الحراك من مدلوله المحلي٬ وأن ناصر الزفزافي٬ فقد قوته بين ساكنة المدينة٬ تعزيزا لمعارضيه. وتفاصيل اللعبة تدفع باتجاه عدم الاستجابة الفورية لإطلاق معتقلي الحراك العشرة٬ رغم السعي من جهات أخرى. الانضباط الحزبي٬ فيما زاد معدل الانضباط النضالي في الحراك إلى معدل قياسي٬ إذ لم يسجل أي مس وانقلاب الفروع المحلية للأحزاب على ما قررته مكاتبها المركزية في الرباط٬ يعد سابقة على مستوى بالممتلكات الخاصة أو العامة أو الأمنية رغم انتقادها الشديد وسط التظاهرات٬ وتفرق الجمع في الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (التاسعة بتوقيت غرينتش). وحسب وكالة "بيلجا"٬ فإن "عاش الريف" شعار موحد لكل الساكنة٬ وهي رسالة مبطنة إلى ريفيي العالم٬ بأن التقديرات مختلفة على الأرض. وأصبح علم الريف في التظاهرات علما تاريخيا لم يعد يحمل شحنة الانفصال بعد التظاهرة الأخيرة٬ ولكنه فتح أفقا على الجمهورية٬ وفي تقدم الطلائع الأمازيغية بشعاراتها في الساحات٬ تكون الأعلام مدعاة لتساؤل حول "الجمهورية الأمازيغية"٬ لأن محاولات انقلابية قامت في سبعينيات القرن الماضي لهذا الغرض. ولا يمكن الجزم بما قد يوحيه المراقبون الأجانب٬ لأن الرسالة موجهة إلى الملك٬ وقد جعله المتظاهرون إلى جانبهم لتجاوز "العصابة الحكومية" و"المافيات المحلية". بصراع وزير الداخلية المنتمي لنفس المنطقة٬ ورئيس الجهة إلياس العماري٬ وباقي الأحزاب التي تضرب وليس لدى وزارة
الداخلية سوى هامش واحد للمناورة: "التقليل من أرقام المتظاهرين"٬ فالمسألة تتعلق الحراك من داخله٬ وتحاول هضمه سياسيا وحزبيا. وبين الرقمين الرسميين: 3500 و50 ألف٬ نعرف إلى أي حد يمكن معه الجزم بخلاف بين وزارة الداخلية ووزيرها. ولم يتمكن الفتيت إلى الآن٬ من السيطرة على وزارته٬ لأن الانقسام عمودي بين استراتيجيتين ونهجين ورجلين في دائرة القرار (الماجيدي والهمة). حراك الحسيمة والبنك الدولي وجد فهد يعته في "لونوفيل تربيون"٬ أن الرسالة موجهة إلى البنك الدولي٬ والساكنة تريد نهجا تنمويا مطابقا لمعاييرها الجهوية والمحلية٬ لأن المسألة أكبر من دوائر القرار المؤسساتي المغربي الذي لم يمسه المحتجون بسوء٬ لكن المستقبل ليس مضمونا٬ لأن "ردكلة" أو تطرف الاحتجاجات٬ شيء متوقع٬ لذلك طالب حامي فبعد 18 ماي٬ لم يعد ممكنا الطعن في شعارات الحراك أو القول بأنه يسفه المؤسسات٬ لأن هناك من مس الدين٬ رئيس "منتدى الكرامة" الحقوقي٬ والقريب من حزب العدالة والتنمية٬ حكومة العثماني بالاعتذار للريف٬ كرامته ولم يعتذر له. و"طي الصفحة" خطوة براغماتية للطرفين نحو إرساء أجواء الحوار٬ لأن المعتقلين العشرة من الحراك٬ جزء من الحوار٬ والمؤسسات الوسيطة تعيد تقديرها٬ وقد قفز سعد الدين العثماني خارج اللعبة ليسمح بالحوار المباشر بين الملك والمحتجين. وتلك قصة مدروسة٬ حسب التقييم الفرنسي على الأقل (تقرير للمتابعة ليوم الجمعة 19 ماي 2017(٬ فالكل جاهز لأمر ملكي للإفراج عن المعتقلين٬ كما في حالة مناصرين لإحدى الفرق الكروية٬ وتمويل "جبر الضرر" الجماعي٬ سيجعل المستشار علي الهمة٬ قائدا لطي صفحة الحراك نهائيا بغلاف 10 ملايير درهم٬ وتشجع المؤشرات على الأرض على نجاح هذه الخطوة٬ لكن لها أعداء "حقيقيين"٬ فيما تمنى الجميع أن تكون الإجراءات "غير مسيسة"٬ كما في حالة المرحومة زليخة الناصيري. الانقسام حدث في وزارة الداخلية الحقيقة التي رفعها الغربيون في تقاريرهم٬ هي أن وزير الداخلية والحكومة٬" أجبرت على التأني" قبل التدخل لاعتقال الخمسة الذين أعلنهم اليعقوبي والي الجهة لوكالة "أ. ف. بي" وجاء القرار متجاوزا للحكومة بوقف أي تدخل إلى ما بعد التظاهرات المناهضة للانفصال٬ وإزالة الصفة السياسية عن الحراك٬ وآنذاك يمكن الذهاب بأحد الاتجاهين: "المحاكمة لأنها من دون مدلول سياسي"٬ أو "طي الصفحة". وعززت المظاهرات المناهضة للانفصال شرعية النظام٬ وفي هذا السياق٬ عارض القرار الأمني الذي دعم الحكومة والأغلبية من أجل التغطية السياسة على قراره الأمني. ويوجد انقسام في وزارة الداخلية مس من قدرة الوزير الذي يعتبر من "الصقور" على إدارة قرار أمني لم يحتج في عهد محمد حصاد٬ إلى الاستعانة برئيس الحكومة بن كيران. ووجد حزب العدالة والتنمية فرصة في التقرب من الفتيت٬ بسبب وضعه داخل وزارته٬ كما وجد الوزير فرصته لتمرير قراراته بتغطية من الحزب٬ بعد إعفاء بن كيران من رئاسة الولاية الثانية٬ ومن أجل تواصل يتجاوز ما حدث بين وزارة الداخلية والحكومة في وقت سابق. إسناد حزب العدالة والتنمية ملف حراك الريف لوزير الداخلية٬ الفتيت٬ يعلن تحولا في العلاقات الثنائية بين رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية في عهد العثماني٬ الذي لا يعارض أي تقدير سياسي لهذه الوزارة٬ فيما قزمت المعارك السابقة لبن كيران من التضامن الحزبي لقرارات الداخلية٬ وحدث تحالف لتمتين موقع العثماني في رئاسة الحكومة والفتيت على رأس وزارة الداخلية لأن الرميد يدعم تقوية الحزب من خلال مواقعه في الدولة لتجاوز التحديات الداخلية لحزب العدالة والتنمية ومواصلة الولاية الثانية للحكومة التي يرأسها الحزب تمكنت وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة من هامش مناورة مستقل عن بعضها البعض٬ في الفترة الماضية٬ كان انعكاسها إيجابيا إلى حد بعيد٬ وفي ملف الريف٬ جاء القرار الأمني غير "مبستر"٬ ولا يمكن له أن يكرر أمام البوليساريو والتقدم نحو شعب أعزل؟" كانت٬ بكل المقاييس٬ صادمة٬ وجاء فيها: "كيف يحاصر شعب مؤكدا٬ لكن الكلمة التي ألقاها الزفزافي وزلزلت كل الأوساط العسكرية والأمنية حول "التراجع" في الكركرات حوادث تاريخية سابقة٬ فتحدث الأمنيون عن إعادة الانتشار على الأرض في الأربعاء 17 ماي٬ وكان مفعوله أعزل في إمارة المؤمنين…

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.