استضاف المغرب مؤخرا بالرباط الندوة الدولية الرابعة للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي حول "دور الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية". هذه الندوة التي تم تنظيمها بشراكة مع وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان وبتعاون مع مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، شكلت مناسبة أكد من خلالها المشاركون على الدور الجوهري لوسائل الإعلام في تعزيز حرية التعبير والتعايش والسلم بين الشعوب والحد من التحريض على خطاب الكراهية ومحاربته. وفي افتتاح أشغال هذه الندوة، أكد السيد المصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان على أن المغرب قد قام بخطوات هامة وأساسية لمكافحة كل أشكال الكراهية والتطرف كيفما كان مصدرها مستندا إلى مرجعيته الإسلامية ودستوره الجديد الذي يؤكد على مبادئ التعايش السلمي بين كافة الفئات والأطياف الاجتماعية والدينية والعرقية والثقافية والسياسية. كما اعتبر السيد وزير الدولة أن وسائل الإعلام تعد من أهم آليات التعبير في العالم المعاصر، ومن المقومات الأساسية لضمان الديمقراطية وتعزيز قيم التسامح والتعددية والتنوع الاجتماعي وكفالة السلم والاستقرار، مشيرا إلى أن القوانين الدولية تحث على ممارسة حرية التعبير وفق احترام الآخرين وعدم المس بالأعراض والأخلاق العامة. وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أن خطاب الكراهية يعد أحد أكبر التحديات التي تواجهها كل الدول في هذا العصر، مبرزا الدور الهام الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام في نشر خطاب التسامح والتعايش بين الثقافات والأديان. ومن جهته، أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الدكتور عبد العزيز التويجري، أن خطاب الكراهية انتشر عبر وسائل الإعلام على نطاق واسع، وهو خطاب موجه أساسا إلى دين واحد دون غيره وإلى ثقافة معينة، حيث يتم التركيز على الإسلام والتخويف منه وازدرائه في مخالفة صريحة للقانون الدولي ولوثائق الشرعية الدولية لحقوق الإنسان. كما أشار إلى الدور التي تلعبه منظمة اليونسكو عبر برامجها في تصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام والحضارة الإسلامية في الإعلام الدولي. من جانبه، أبرز ممثل المفوضية السامية لحقوق الإنسان، السيد جياني مكَازيني، أهمية خطة عمل الرباط التي اعتمدت في اجتماع عقدته الأممالمتحدة في الرباط في أكتوبر 2012 والتي شكلت تجربة هامة في مكافحة خطاب الكراهية والحد من الدعوة إلى الكراهية والعنصرية الدينية مؤكدا على دور جميع الفاعلين المعنيين بما فيهم وسائل الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية مع إبراز أهمية نشر القيم الاجتماعية الكفيلة بتعزيز السلم والتعايش الوعي لاسيما لتسامح والاحترام المتبادل والحوار بين الثقافات. وفي نقس السياق دعا السيد ميد س.ك.كاجوا رئيس الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة تطوير عمل الصحافة والحرص على أن "تتماشى حرية التعبير مع مبادئ حقوق الإنسان" مؤكدا على أهمية الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام، إذ اعتبرها "سلاحا ذا حدين"، واستخدامها بشكل يساهم في احترام التنوع ومحاربة جميع أشكال التمييز، مبرزا على دور وسائل الإعلام في التقليص من تأثير خطاب الكراهية وتعزيز قيم التعددية الثقافية والسلم الاجتماعي. وفي اختتام هذه الندوة الدولية تم اعتماد إعلان الرباط حول دور وسائل الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية الذي تضمن مجموعة من التوصيات موجهة إلى كل الفاعلين المعنيين من أهمها: * الحث على ضرورة توفير جميع المؤسسات الإعلامية وباقي الفاعلين المعنين للموارد اللازمة لزيادة الوعي بأثر خطاب الكراهية في المجتمعات مع تأمين المزيد من التكوين لمهنيي الإعلام والمنظمات الإعلامية لتحليل خطاب الكراهية والتبليغ عن الأفعال الإجرامية المرتكبة في هذا الإطار، * توجيه خطاب وسائل الإعلام للتعريف بالثقافات والتقاليد والمعتقدات المختلفة للقضاء على الصور النمطية التي تعزز مواقف الكراهية داخل وسائل الإعلام، * تعزيز التربية على أخلاقيات الممارسة الإعلامية، مع التركيز على حقوق ومسؤوليات الصحافيين بناء على الأدوار التي يلعبونها في تكوين الرأي العام. * تعزيز قدرات الصحفيين من أجل التعرف على خطاب الكراهية ومواجهته * تشجيع ضحايا خطاب الكراهية على التبليغ وإحداث آليات للرصد والتتبع على مستوى وسائل الإعلام والمجتمع المدني.