وقع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول في أحد المحظورات أثناء تناوله فطيرة لحم على العشاء، قبل يومين، مما دفع المواطنين الأستراليين إلى تتبع عادات طعامه وتحليلها، ومهاجمته في بعض الأحيان. ورأى بعض الأستراليين في الطريقة التي انتهجها في تناول الفطيرة دليلاً على أنَّ المرء لا يُعرف بما يأكل، بل بالكيفية التي يأكل بها، بحسب صحيفة The New York Timesالأميركية. وأثناء توقف تورنبول في ولاية تاسمانيا للترويج لأحد المرشحين المحليين، أشهر شوكة وسكيناً وشرع في تقطيع فطيرة لحم شهيِّة بهما ليتناولها. ونشر حساب تورنبول على موقع إنستغرام مقطع فيديو قصيراً لهذه الواقعة؛ وما لبث أن التقط المشاهدون لقطاتٍ من الشاشة وشاركوا الصور مصحوبةً بتحليلهم للمشهد. ونشر حساب جريدة The Australian على تويتر رابطاً لمقال لجيمس جيفري مصحوباً بفقرة من المقال قال فيها: «لا أبالغ ولا أتجنى إذا قلتُ إنَّ صورة رئيس وزرائنا وهو يقطع فطيرة لحم بالشوكة والسكين قد أثارت حالة من الصدمة، صدمة لا تقل في عمقها عن الصدمة التي يمكن أن يشعر بها تورنبول نفسه إذا شاهد مثلاً شخصاً يحتسي كأساً من الخمر باستخدام ماصة». وبحسب الصحيفة الأميركية، أصبحت الطريقة المثلى لتناول هذه الفطيرة المفضلة لدى الأستراليين موضوعاً فورياً للنقاش، مع تصاعد ردود أفعال من الكثير من الأستراليين في ما يمكن وصفه بحالة من الهلع من أنَّ شخصاً ما يمكن أن يختار استخدام شوكة وسكين لتناول فطيرة لحم، علماً بأنَّ الطريقة الشائعة لتناول هذه الفطيرة هي استخدام اليدين. وأشعل هذا التصرف من جانب رئيس الوزراء حالةً من الجدل على الشبكات الاجتماعية، مع تساؤل البعض عن سبب امتناعه عن اتباع أسلوبٍ مباشر أكثر من ذلك في تناول الفطيرة. ويرى البعض في الأسلوب الذي اختاره تورنبول شيئاً من التعالي في التعامل مع وجبة بسيطة (وإن كانت تحظى بتوقيرٍ لدى الأستراليين). وما لبث هذا الجدل أن أطلق شرار وسم #Piegate. في هذا السياق، كتب حساب على موقع تويتر يحمل اسم ناكياه لوي: «أراهن بمبلغ مائة دولار أنَّ فطيرة مالكوم تورنبول كانت محشوَّة بأشياء ثمنية على غرار الكافيار وكبد الإوز والذهب». أما الصحافية سامانثا مايدن فغردت رداً على منشورٍ للصحافي بن فوردهام: «بن؛ ماذا دهاك يا رجل؟! ينبغي ألا يُصوَّر رئيس وزراء أستراليا وهو يتناول فطيرة بالشوكة والسكين، ناهيك عن نشر الصورة على حسابه الرسمي على إنستغرام. يا إلهي أنا مذهولة». وكتب حساب يحمل اسم Splinter Greene: «يا إلهي. ظننتُ شراب الموخيتو هو صلصلة الطماطم. ولا أستطيع أيضاً التجاوز عن استخدام الشوكة والسكين. يا إلهي! ما هذا؟!». وشبَّه بعض المتابعين استخدام الشوكة والسكين لتناول فطيرة لحم باستخدام الأميركيين لأدوات المطبخ لتناول النقانق (وهو بالضبط ما فعله رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون أثناء حملته الانتخابية عام 2015). واقعة البصلة! وسابقاً كاد توني أبوت، الذي شغل منصب رئيس وزراء أستراليا من عام 2013 إلى 2015، أن يتسبب في أزمةٍ داخلية لنفسه حين غرس أسنانه في بصلةٍ نيئة، دون تقشيرها، أثناء زيارته لولاية تاسمانيا الريفية. كان الخطأ الذي سقط فيه تورنبول مصدر إلهام لإعلانٍ عن أحد مطاعم إعداد الفطائر الكلاسيكية الأسترالية، وقد سلط هذه الإعلان الضوء على عقلية بعض منتقديه: يحمل الناس عواطف قوية تجاه الطعام، وتحديداً الطعام الذي تختص به بلادهم، ولهذا السبب يمكن أن تضطرب الأمور بشكلٍ هائل مع بعض الساسة إذا تناولوا طعامهم على الملأ. فمثلاً أشعل عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو موجة من الغضب العارم في بعض الأوساط حين التقط شوكةً وسكيناً ليتناول بهما شريحةً من البيتزا، متعمداً تجاهل التقليد المتبع في المدينة لتناول البيتزا باليد. وأيضاً أثارت صورة بالغة الغرابة لزعيم المعارضة البريطانية السباق إد ميليباند وهو يلتهم شطيرةً من الباكون بنهمموجةً من السخرية. وأثيرت حالة من اللغط حول حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عام 2016، حين غرد بصورةٍ له من اجتماع لجنته ظهر فيها وهو يدس شوكة وسكيناً في قطعة من الدجاج المقلي. مدافعون عنه لكن بالرغم من الاستهجان الذي قوبل به تصرف رئيس الوزراء في بادئ الأمر، سرعان ما أقدم آخرون على الدفاع عنه والقول إنَّه لا بأس نهائياً في تناول فطيرة لحم بالشوكة والسكين. وتلقى الإذاعي الأسترالي بن فوردهام مئات الردود التي حللت بحرص سلوك تورنبول في تناول الفطيرة، بدءاً من عدم استخدام التوابل، ووصولاً إلى قهوة الإسبريسو التي يحتسيها مع الفطيرة. غير أنَّ فوردهام أصر على أنه «ليس ثمة خطأ» في استخدام الشوكة والسكين لتناول فطيرة. وكتب فوردهام في تغريدةٍ له: «دعوني أطرح موضوعاً للنقاش. أظن أنَّه حان الوقت لنعترف أنه ليس ثمة خطأ في استخدام الشوكة والسكين لتناول فطيرة».
