انتقل صراع الأجنحة داخل حزب الأصالة والمعاصرة من البلاغات، والطرد وتبادل الإتهامات، إلى صراع المواقع من خلال استعراض “العضلات التنظيمية” للتأكيد على من هو الأكثر قدرةً على التعبئة والحشد، فبينما اختار معارضو الأمين العام حكيم بنشماش عقد لقاءات كبرى مثل ذلك الذي احتضنه منزل أحمد الإدريسي عضو المكتب السياسي وأحد أعيان الحزب ومموليه في طنجة، وآخر بمدينة مراكش والذي حضره أغلب قيادات ما بات يعرف ب”تيار المستقبل”، اعتمد داعمو بنشماش الدعوة إلى لقاءات موازية. وقد كشفت مصادر ل”الأول” أن العربي المحرشي، “الرجل الذي يدعم بنشماش بقوة، والذي ينزل بكل ثقله المادي والتنظيمي خلال الأزمة الحالية، قد دعا لعقد لقاء اليوم الخميس بفندق شمس بتطوان، يتخلله إفطار جماعي، لكن عددا من أعضاء البام في المدينة لن يحضروه، نظراً لولاءهم الكبير لأحمد الإدريسي والذي سبق له أن رفض دعم المحرشي عندما زاره مؤخراً في بيته”. يؤكد معارضو بنشماش. معارضو بنشماش يصفون أيضا، الطريقة التي يتحرك بها المحرشي، بعقد سلسلة اللقاءات الجهوية بأنها “غير تنظيمية لأنه يتم اعتماد منطق التجييش”. حسب قولهم. من جهة أخرى يرى الموالون لبنشماش أن “مروجي هذه الإتهامات من التيار الآخر، هدفهم إظهار أن بنشماش ومن معه يعانون من ضعف تنظيمي مقارنة معهم، ولكن سلسلة اللقاءات هذه تأتي في إطار تزكية شرعية الأجهزة وقراراتها”. من جهة أخرى، وبدعوة من الفعاليات الحزبية بجهة سوس ماسة (أعضاء المجلس الوطني، منتخبين، مناضلات ومناضلين)، تم عقد لقاء جهوي موسع خصص للتداول في التطورات التنظيمية التي يعرفها الحزب وطنيا وجهويا، وكيفية حلحلة الوضع التنظيمي بالجهة، وفد أسفر اللقاء عن الاتفاق على ما يلي: أولا – الالتزام بالعمل الجماعي والتشاركي جهويا وإقليميا ومحليا، من أجل تنشيط الحياة الحزبية بالجهة، وذلك وفق الضوابط القانونية والمؤسساتية للحزب. ثانيا – العمل على تحصين وتطوير التراكمات التنظيمية والسياسية للحزب في مسار عشر سنوات من الفعل الحزبي المواطن والجاد. ثالثا – الانحياز الموضوعي للشرعية التنظيمية والسياسية التي تمثلها مؤسسة الأمانة العامة للحزب، وتثمينها لمقاربة الحزم والصرامة التي نهجها الحزب في الآونة الأخيرة باعتبارها المدخل الأساسي للقطع مع الفوضى والابتزاز وكل الممارسات السلبية التي تفشت في الحزب.
